تجمع نحو 300 شخص أمام محكمة سيدي امحمد بوسط الجزائر العاصمة الأحد في انتظار مثول رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى ووزير المالية الحالي محافظ البنك المركزي السابق محمد لوكال للتحقيق معهما في قضايا تتعل ق خصوصا ب"تبديد المال العام"، بحسب صحافي في وكالة فرنس برس. وكان التلفزيون الحكومي أعلن مساء السبت أن "محكمة سيدي امحمد بالعاصمة استدعت الوزير الأول السابق أحمد أويحيى، وكذا وزير المالية الحالي الذي شغل منصب محافظ بنك الجزائر سابقا محمد لوكال، للتحقيق في قضايا تتعل ق بتبديد المال العام وامتيازات غير مشروعة".
وحتى الساعة 14:00 (13:00 تغ) لم يحضر أويحيى أو لوكال إلى المحكمة التي انتشر في محيطها عدد كبير من رجال الشرطة.
وصرح القاضي السابق المحامي عبد الله هبول لوكالة فرنس برس أن "عدم حضوره قد يكون راجعا لعدم تلقيه الاستدعاء أصلا".
وأضاف أن "مجرد إعلان توجيه الاستدعاء لأحمد اويحيى عن طريق التلفزيون (الحكومي) يجعله تحت الشبهة او على الأقل مشكوكا في تورطه في قضايا فساد".
وفي هذه الحال فإن "المادة 177 من الدستور تعطي الامتياز القضائي للوزير الأول حيث لا يمكن محاكمته عن الجنح والجنايات إلا من المحكمة العليا للدولة" التي لم تر النور بعد "ولم يصدر القانون الذي يحدد تشكيلتها وإجراءات عملها".
واوضح انه "لا يمكن توجيه الاتهام" لأويحيى من طرف محكمة "عادية" لأن ذلك "مخالف للاجراءات".
"أما وزير المالية فمن المؤكد أنه استدعي بصفته السابقة اي محافظ البنك المركزي، لأن تعيينه كوزير لم يمر عليه وقت طويل" كما قال.
ولا يتمتع أويحيى احد المقربين من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بشعبية كبيرة لدى الجزائريين نظرا لتصريحاته المضادة للحركة الاحتجاجية، وخصوصا عندما حذر من أن "يحدث في الجزائر ما حدث في سوريا".
ورفع أحد المحتجين أمام المحكمة لافتة كتب عليها "القانون كالموت يجب ان لا يستثني أحدا" بينما رد د العشرات "الشعب يريد إعدام أويحيى".
وبالإضافة إلى مشاكله مع القضاء يواجه أويحيى مشاكل في حزبه التجمع الوطني الديموقراطي، حيث طالب ناشطون برحيله من منصب الأمين العام.
وتشهد الجزائر منذ 22 شباط/فبراير تظاهرات حاشدة للمطالبة برحيل "النظام" بكل رموزه ومحاسبة "العصابة" التي نهبت أموال الجزائريين.
كما ان رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح الرجل القوي في الدولة منذ استقالة بوتفليقة في 2 نيسان/أبريل، دعا القضاء مرارا إلى فتح ملفات الفساد.