أكدت زيارة ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى الرياض واستقباله من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عمق العلاقة بين البلدين وأنها لا يمكن أن تتأثر بأي خلافات في وجهات النظر حيال أَي قضايا إقليمية. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، سلم رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى العاهل السعودي الذي استقبله، الأربعاء، في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض.
ويرى محللون وخبراء في العلاقات الدولية، حسب ما أوردته جريدة "العرب" اللندنية، الخميس، أن حفاوة الاستقبال، وعلى مستوى عال، تحمل مغزى دبلوماسيا واضحا يعكس بالدرجة الأولى أهمية العلاقة مع المغرب بالنسبة إلى السعودية وتفهما سعوديا واضحا للسياسة المغربية، وهو ما تحرص عليه الرباط بالمثل، ما يقلل من تأثير بعض الاختلافات في وجهات النظر تجاه بعض القضايا الإقليمية في الفترة الماضية.
ونقلت ذات الصحيفة عن رضا الفلاح، أستاذ القانون الدولي، قوله "إن العلاقة المتينة بين الرياضوالرباط قادرة على تجاوز تقلبات النظام الدولي وهشاشة تقاطعات التحالفات في منطقة الشرق الأوسط والمغرب الكبير.
وأضاف الفلاح، أن العلاقات المغربية السعودية بالرغم من ثبات مرتكزاتها تبقى معرضة لاهتزازات شديدة خاصة في السياق الراهن الذي يعرف حدّة غير مسبوقة في منطق الصراع الإقليمي وتعقيدا في منطق التحالفات بين الدول.
وسبق لناصر بوريطة أن أكد، في مارس الماضي، أن العلاقات مع دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، هي علاقات تاريخية عميقة، وأن هناك رغبة دائمة لدى المغرب في الحفاظ عليها، لافتا إلى أنه “ربما قد لا نتفق على بعض القضايا، لأن السياسة الخارجية هي مسألة سيادة. وفي المملكة المغربية هي قائمة على مبادئ وعلى ثوابت”.
وقال بوريطة إن “التنسيق يجب أن يكون من طرف الجانبين، وليس حسب الطلب، ويجب أن يشمل جميع القضايا المهمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على غرار الأزمة الليبية”.
ويشير المحللون إلى أن العلاقات الدولية لا تقوم على تطابق المواقف، ولكن على تشابك المصالح، وأن كل دولة تبحث عن المواقف التي تلائم مصالحها، دون أن يلغي ذلك التنسيق والتشاور خاصة بين بلدين يتشابهان في بناء السياسة الخارجية على خطاب دبلوماسي هادئ يسعى إلى التجميع ويدير الخلافات بعيدا عن الأضواء.