شكل تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أن برينتون هاريسون ترانت منفذ الهجوم الإرهابي بنيوزيلندا، قد زار عدد من الدول من بينها المغرب قبل تنفيذ الهجوم الذي أودى بحياة 50 شخصا، مفاجئة لعديد من المراقبين، حول الهدف منه. وكتب الرئيس التركي، أن المعلومات الاستخباراتية أكدت أن اليميني المتطرف قد زار تركيا سنة 2016، وقضى وقتا مهما في أراضيها، كما سافر بعدها إلى عدد من الدول، منها المغرب وإسرائيل وكرواتيا.
وتعليقا على هذا التطور، أعرب محمد شقير، المحلل السياسي والأمني، عن اعتقاده أن تصريح رئيس تركيا رجب طيب أردوغان كان في سياق الحادث الإرهابي الذي شهدته نيوزيلندا، مشيرا أن برينتون هاريسون ترانت منفذ الهجوم، كان يتحرك ويتنقل في مجموعة من العواصم منها الأوروبية.
وأضاف شقير، في تصريح ل"الأيام24"، أن الرسالة المبطنة التي حاول أردوغان إيصالها إلى الغرب والعواصم الغربية بشكل عام، هو أنها ساهمت بشكل أو بآخر في خلق ما يسمى ب"الإسلاموفوبيا"، وبالتالي هذا المسألة هي التي أدت في أخر المطاف إلى انتاج مثل هذا النوع من الإرهابيين.
وأوضح أنه بالنسبة لأردوغان فإن " منفذ الهجوم الإرهابي برينتون هاريسون ترانت، ليس منتوج خاص بالإسلام، بل هو منتوج غربي، ساهمت فيه مجموعة من العوامل بما فيها نوع من صمت وتشجيع الدول الأوروبية، لأن هناك نزعة من "الإسلاموفوبيا"، التي تنتجها مجموعة من الدوائر الأوروبية سواء كانت أحزاب اليمينية أو غيرها من الدوائر التي تساهم في وجود مثل هذا النوع من الإرهابيين.
واعتبر أن "رئيس تركيا هنا يلقي باللائمة على هذه الدول التي تحاول أن تركز على أن الإرهاب هو إرهاب إسلامي في الوقت أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، وبالتالي الدول الأوروبية تشجع على هذا النوع من الإرهاب، كما أنه جاء الوقت لتتحرك هذه الدول لمحاصرة الإرهاب ولا تحاول فقط على التركيز على العمليات التي يقوم بها الأشخاص من ذو أصول إسلامية، والدليل أن هذا الشخص هو من ديانة أخرى، وقام بهذا العملية وكان يتحرك بحرية كاملة داخل مختلف هذه الأوساط، وبالتالي هذه المسألة ليس فيها إشارة للمغرب، بل فيها اتهام مباشر للدول الأوروبية التي تشجع على النوع من "الإسلاموفوبيا"، وعلى هذا النوع من الإرهاب الذي لا يتحدد في حدود معينة بل هو يتنقل.
وزار مدبر الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة خمسين شخصا بمسجدين بكرايست تشيرتش النيوزيلندية المغرب إلى جانب تركيا وإسرائيل وكرواتيا، هذا ما ذكره الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مقال له نشر في موقع واشنطن بوست الأمريكية.
واكتشفت المخابرات التركية أن منفذ الهجوم الإرهابي كان زار تركيا عام 2016، وقضى وقتا مهما في أجزاء مختلفة منها، وسافر بعدها إلى عدد من الدول الأخرى، منها المغرب وإسرائيل وكرواتيا.
وأبرز أردوغان في مقاله أن مرتكب المذبحة حاول إضفاء الشرعية على وجهات نظره الملتوية، عبر تشويه تاريخ العالم المسيحي، والسعي إلى زرع بذور الكراهية بين البشر. وقال أردوغان: «أؤكد مرارا وتكرارا أن الإرهاب ليس له دين أو لغة أو عرق، وأرفض رفضا قاطعا أي محاولة لربط الهجمات الإرهابية التي وقعت الأسبوع الماضي بتعاليم أو أخلاق أو مبادئ المسيحية».