غطى انسحاب دفاع الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس جريدة "أخبار اليوم" بطريقة جماعية من الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء على أطوار الجلسة السرية الثانية والأربعين من جلسات محاكمة موكلهم، ما جعل دفاع المطالبات بالحق المدني في هذه القضية يصف الأمر بأنه جبن وخوف من سماع "الردود المزعجة" للمحامي محمد كروط الحسيني الذي أخذ الكلمة في بداية الجلسة في سياق تعقيبه على مرافعات مؤازري بوعشرين. وأوضح كروط في تصريحه ل"الأيام 24" أن التعقيب أمر متاح قانونيا طبقا لمقتضيات الفصل 427 بعد أن دأب عليه العمل القضائي منذ سنين خلت وبالتالي لا ضير فيه، قبل أن يقول في إحالة على دفاع بوعشرين: "طأطأوا رؤوسهم وغادروا في فرار من قاعة الجلسة".
واعتبر أن مغادرة القاعة مخالفة مهنية ولسحب النيابة لا بد من مجموعة من الإجراءات المحددة سلفا، غير أن المحامي محمد زيان الذي يؤازر بوعشرين في قضيته، أكد في تصريحه ل"الأيام 24" أن الأمر لا يمكن وصفه ب"انسحاب" بقدر ما هو امتعاض لأن المحامي كروط لم يكن يقوم بالتعقيب وبالتالي لا مجال لفتح الباب لسماع أمور غير قانونية يردف قائلا.
وإلى حدود كتابة هذه الأسطر يستمر المحامي محمد الحسيني كروط في تقديم تعقيبه بحضور عدد من محاميي المطالبات بالحق المدني، في الوقت الذي غادر مجموعة من محاميي بوعشرين، في مقدمتهم المحامي محمد زيان قاعة الجلسة ولم يظل سوى المحامي الحسن العلاوي والمحامي عبد المولى المروري إلى جانب المتهم توفيق بوعشرين.
رئيس هيئة الحكم، القاضي بوشعيب فارح، طالب من المحامي كروط الاختصار في التعقيب للتعجيل بالنطق بالحكم بعد أن تنازلت النيابة العامة عن حقها في التعقيب على اعتبار أن هذا الأمر يظل اختياريا، لتبقى الأقاويل التي تتردد تسير في اتجاه أن النطق بالحكم في هذه القضية من غير المستبعد أن يكون اليوم في ساعات متأخرة.