قام أعضاء لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بمجلس النواب اليوم الاثنين برحلة جوية استكشافية وذلك للوقوف على مميزات ومزايا طائرة بوينغ 787 دريملاينر، آخر ما اقتنته شركة الخطوط الملكية المغربية لتعزيز أسطولها الجوي. وبالمناسبة أكد محمد نجيب بوليف الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك المكلف بالنقل أن هذه المهمة الميدانية، حيث جابت الطائرة انطلاقا من مطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء أجواء كل من مدن مراكش وورززات وفاس، كانت بطلب من اللجنة البرلمانية قصد الكشف عن مؤهلات وقدرات هذه الطائرة من الجيل الجديد.
وأشار إلى أنه بتسلم الشركة الوطنية لاثنين من طائرات بوينغ 787 دريملاينر ، بتاريخ 3 يناير و11 أبريل الماضيين في أفق تعزيزهما بطائرات أخرى من نفس الطراز، يبقى المغرب أول بلد على صعيد شمال افريقيا ومن البلدان القلائل التي تمتلك هذا النموذج من طائرات المتطورة.
واستعرض سلسلة من المميزات التقنية الحديثة العهد التي تتوفر عليها هذه الناقلة الجوية والتي تجعلها تختلف عما سواها مما سيساهم في تحديث أسطول الخطوط الملكية المغربية وتحسين جودة الخدمات المقدمة لزبائنها العابرين للمسافات الطويلة على الخصوص.
وفي نفس السياق أعرب قائد الطائرة فؤاد بوطيب مدير قطب الاستغلال بالخطوط الملكية المغربية عن افتخاره باقتناء هذه الطائرة المصنوعة من ألياف الكاربون، عكس الالمنيوم عادة، مما يخفف من وزنها فضلا عن احتوائها على محرك قوي الدفع لتحقيق سرعة أكثر كفيلة بطي المسافات في أقل وقت ممكن بأقل تكلفة من حيث استهلاك الوقود.
كما أشار إلى جملة من التجهيزات والانظمة الجديدة التي تبعث عن راحة وسلامة المسافرين بما في ذلك ادوات تكييف الهواء بداخل الطائرة والتقليص من الضوضاء عند الاقلاع وكذا من انبعاثات الغازات السامة كثاني اكسيد الكاربون.
ولمواكبة هذا النوع الجديد من الطائرات أشار بوطيب الى أن الشركة عمدت ضمن استراتيجيتها الشاملة إلى تكوين المزيد من الربابنة والمضيفين والمضيفات لتحسين خدمات العرض وتأمين رحلات جد موفقة تجاه كل من نيويورك ومونتريال انطلاقا من الدارالبيضاء وذلك في أفق توسيع شبكتها لتعم مستقبلا العديد من الرحلات ذات المدى الطويل بما في ذلك الديار المقدسة.
وتأتي هذه الرحلة في نطاق الرحلات التجريبية التي تقوم بها الشركة قصد ادراج هذه الطائرات الجديدة ضمن حضيرة أسطولها الجوي المكون حاليا من 54 طائرة، ولهذا الغرض فقد تمت برمجة نحو 100 ساعة تجريبية باتفاق مع المديرية العامة للطيران المدني من أجل اظهار مدى كفاءة ومؤهلات الطاقم المشرف على هذه الطائرة.
ومن جهته أعتبر عمر الفاسي الفهري نائب رئيس لجنة البنيات الاساسية والطاقة والمعادن والبيئة هذه الرحلة كتقييم لما اسفرت عنه اشغال اللقاء الذي عقدته اللجنة مؤخرا حيث تتبعت من خلاله التطورات التي حققتها الخطوط الملكية المغربية في ظل عقدة البرنامج المبرم مع الدولة.
وأضاف أنه عبر هذه الرحلة اطلعت اللجنة على التفاصيل التقنية وطبيعة الصناعة المسخرة في بناء هذه الطائرة فضلا عن المجهودات المبذولة من قبل الطاقم التقني لمواكبة التطورات التكنولوجية مما سيساهم لا محال في تحقيق راحة وسلامة المسافرين وحماية البيئة وفقا لأحدث المعايير المعمول بها في مجال النقل الجوي.
وللإشارة فطائرة بوينغ 787، التي تتوفر على سعة 274 مقعدا من بينها 18 مقعدا خاصا بدرجة رجال الأعمال، تم اقتناء اثنان منها ضمن طلبية إجمالية تضم خمس طائرات، حيث من المرتقب ان تتوصل الشركة بالطائرة الثالثة والرابعة على التوالي خلال شهري مارس وأبريل من سنة 2016 لتنضاف اليهم الخامسة في ماي 2017.