يسارع المبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كوهلر الخطى لجمع الأطراف المعنية بنزاع الصحراء في مدينة جنيف السويسيرية يومي 4 و5 ديسنبر المقبل . ودعا كوهلر لهذه المفاوضات المغرب وموريتانيا والجزائر إضافة إلى جبهة بوليساريو التي تسعى منذ سنوات للعودة للجلوس وجها لوجه مع المغرب.
وبحسب وثيقة لأنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، حصلت عليها وكالة فرانس بريس، ، فقد وافق المغرب على المشاركة في النقاشات التمهيدية، فهل تقبل الرباط الجلوس وجها لوجه مع عناصر من الجبهة؟
يذكر أن آخر مفاوضات مباشرة حول هذا الملف بين الأطراف الأربعة المدعوة إلى جنيف كانت بمدينة منهاست الأمريكية في يونيو 2007.
ويرى مراقبون أن المغرب يمكن أن يقبل المفاوضات وفق شروط محددة أبرزها مقترح الحكم الذاتي، فيما يرى آخرون أن المفاوضات سيطبعها التشنج على غرار سابقاتها ويمكن للمبعوث الأممي الجلوس مع كل طرف على حدة كما فعل في لقاء لشبونة .
فريق المراقبين الذي يرفض اللقاء المباشر، يتحجج بكون المغرب الذي بصم على الرفض اكثر من مرة ، سيمنح الجبهة فرصة كانت تنتظرها منذ سنوات عندما سيضعها في الجانب المفاوض للدولة المغربية ، وهي لم تتوفر فيها مقومات الدولة ولا تعترف بها الأممالمتحدة. كما انها تبحث عن مخرج للأزمة التي تعيشها المخيمات.
بينما يرى فريق الموافقين أن هذه المفاوضات إذا حضرها المغرب يمكن أن يخرج رابحا، خاصة وأن تحركات أمريكية اخيرة تصب في الجانب المغربي ، إذ تقدم نائبان في الكونغرس الأمريكي بمقترح قانون، ينص على ان المملكة اول بلد يعترف باستقلال الولاياتالمتحدة وحليف استراتيجي لأمريكا ، وشريك هام للسلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما ان المشروع الذي تقدم به نائبان جمهوريان هما جيري كونولي وكارلوس كربيلو وصف مقترح الحكم الذاتي بالجدي والواقعي ، وأدان ما اسماه التواطؤ بين جبهة بوليساريو وحزب الله اللبناني .
وعلاوة على المشروع فإن اللقاء الذي عقده ترامب مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قبل أيام على هامش الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وهو أول لقاء من نوعه يعقده الرئيس الأمريكي مع مسؤول مغربي رفيع ، بحسب مراقبين على تأكيد من الإدارة الأمريكيةالجديدة على ما اشار إليه النائبان الجمهوريان من كون المغرب حليف استراتيجي لواشنطن .
كما تأتي مفاوضات جنيف كذلك بعد وصية الأمين العام الأممي انتونيو غوتيريس، مجلس الأمن بأن يمدد ولاية مينورسو لمدة سنة، حتى 31 أكتوبر 2019، من أجل إعطاء مبعوثه الخاص، المساحة والوقت اللازمين لتهيئة الظروف التي تسمح بتقدم العملية السياسية".
وتحدث الأمين العام في تقريره عن "تطورات إيجابية" في سلوك البوليساريو، وعن استعداد الجزائر وموريتانيا لتأدية "دور أكثر نشاطا في عملية التفاوض"، وعن "مؤشر مشجع" من جانب المغرب عندما سهل تنقلات مبعوث الأممالمتحدة هورست كوهلر في الصحراء.
فهل تساهم مفاوضات جنيف بالدفع إلى حل الصراع الذي عمر طويلا في المنطقة والعالم إلى الحل أم أنها ستعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر ؟.