قامت السلطات الاسبانية بتسليم نظيرتها الألمانية، مواطنا مغربيا يشتبه تورطه في قضية اغتصاب وقتل ناشطة المانية، شهر يونيو، وذلك بعد ان اقلها على متن شاحنة في المانيا ليتم العثور على جثتها في اسبانيا. وكشفت مصادر مقربة من التحقيقات أن سائق الشاحنة، الذي اصطحب معه "صوفيا لوشه" عندما كانت بصدد البحث عمَّن يقلها إلى بلدتها، تم القبض عليه في مدينة خاين الإسبانية. وعثر على صوفيا لوشه، وهي فتاة ألمانية تبلغ من العمر 28 سنة، وناشطة في مجال الدفاع عن المهاجرين، ميتة في21 يونيو 2018، ، قرب محطة وقود «إنجينو»، في بلدية أسبارينا التابعة لمحافظة ألافا في شمالي إسبانيا.
وقبل أسبوع من ذلك اختفت هذه الفتاة، بعد أن استقلَّت شاحنة نقل تحمل لوحة مغربية، في مدينة سكوديتز في شرقي ألمانيا، وكانت تقف في الطريق محاولة إيقاف أي سيارة مارة لتوصلها إلى مسقط رأسها في بلدة آمبرغ، البعيدة حوالي 260 كيلومتراً نحو الجنوب. وقد تم اعتقال سائق الشاحنة المشتبه به، ووجهت إليه تهمة القتل.
ولا تزال هناك العديد من الأسرار الغامضة حول ما حدث بالضبط خلال المسافة التي يصل طولها إلى 1845 كيلومتراً، والتي قطعها السائق أثناء عبوره ألمانياوفرنسا نحو ألافا في إسبانيا. وقد قطع السائق أيضاً مسافة 600 كيلومتر أخرى قبل أن يتم القبض عليه.
وبعد استجواب الشهود ومراجعة تسجيلات أجهزة الكاميرا في المنطقة التي شوهدت فيها الفتاة آخر مرة، وجهت الشرطة الألمانية مباشرة أصابع الاتهام إلى سائق الشاحنة، واعتبرته المشتبه به الوحيد في هذا التحقيق.
وإثر معرفة أنه تجاوز الحدود الألمانية نحو فرنسا، تم إصدار مذكرة اعتقال دولية من أجل جلبه، وبموجب ذلك، كانت الشرطة الخاصة في إقليم الباسك على علم باختفاء هذه الفتاة، كما وصلتها معلومات بأن السلطات الألمانية تشتبه في أن السائق الذي دخل إلى إسبانيا عبر الحدود الشمالية ربما يكون متورطاً.
وكانت صوفيا لوشه تعيش في مدينة لايبزيغ، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 570 ألف نسمة في شمالي ألمانيا. وقد درست اللغة الألمانية، وانخرطت في النشاط السياسي منذ سنوات، وترأست العديد من اللجان والمنظمات الشبابية في الجامعة وفي الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني.
وبعد إعلان وفاتها، ذكر العديد من معارفها أن أمنيتها السياسية كانت جعل ألمانيا أكثر تنوعاً وقبولاً للآخرين. ومنذ سنة 2016، تاريخ بدء أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا، كانت صوفيا تسافر باستمرار إلى جزيرة لسبوس اليونانية، للعمل متطوعة مع منظمة إغاثية تدعى "مطبخ بلا حدود".