حبس المغاربة أنفاسهم اليوم انتظارا للتصويت على الملف الذي سينظم كأس العالم 2026 لكرة القدم، لتكون النتيجة فوز الملف الأمريكي الثلاثي بشرف تنظيم المونديال ب134 صوتا مقابل65 لصالح المغرب. إلا أن المفاجأة كانت هي موقف المملكة العربية السعودية، التي صوتت لصالح الملف الأمريكي، بعد أن تحركت في الاتجاه المعاكس و حشدت كل الدعم من دول أخرى على حساب الملف المغربي. موقف أثار الكثير من الاستغراب والاستهجان، على الرغم من العلاقات المغربية السعودية المتينة، إلا أن المصالح العليا للبلاد كانت لها الكلمة الفيصل في هذا الحدث.
فهل سيؤثر موقف السعودية على العلاقات المغربية السعودية، وهل سيتخذ المغرب موقفا رسميا بعد أن خذله هذا البلد الخليجي بالإضافة الى دول عربية أخرى ، أم أن الأمر لا يغدو سوى حدثا رياضيا عابرا ولن يؤثر على العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين؟
محمد شقير المحلل السياسي، كشف في تصريح ل"الأيام24"، بأن موقف السعودية وعدم التصويت لصالح الملف المغربي لتنظيم المونديال كان متوقعا منذ البداية، مبرزا أنه في مثل هذه المواقف، يجب التمييز في العلاقات الخارجية بين المجال الرياضي والمجال السياسي .
وأوضح المتحدث، أن تركي آل الشيخ المستشار في الديوان الملكي السعودي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية أبان منذ البداية عن موقف السعودية بشكل واضح في تدوينات على تويتر، عندما قال"لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026، وفي حال طُلب منا سنبحث عن مصلحة المملكة العربية السعودية، واللون الرمادي لم يعد مقبولا لدينا"
لذلك، يوضح شقير، فإن السعودية كانت في نيتها دعم الملف الأمريكي الثلاثي نظرا للارتباطات السياسية الكبيرة مابينها وبين أمريكا، وهي أكبر مما تربطها بالمغرب وذلك منذ تولي آل سعود الحكم في السعودية، مبرزا أن هذه العلاقات توطدت أكثر منذ مجيء دونالد ترامب للإدارة الأمريكية وزيارة هذا الأخير للرياض رفقة عائلته.
في ذات السياق، أكد المحلل السياسي، بأن المغرب مرتبط بعلاقات اقتصادية وعسكرية مع السعودية، مشيرا أن عدم دعم هذه الأخيرة، للملف المغربي لتنظيم المونديال لن يؤثر على هذه العلاقات، لأن المصلحة العليا هي التي تحكم في السياسة الخارجية لكل بلد.
وصوتت كل من البحرين، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، السعودية، الإمارات، لصالح الملف الأمريكي المشترك، في حين تحدتث مصادر عن تحرك السعودية قبيل ساعات من التصويت للضغط على هذه الدول لاستمالة أصواتهم لفائدة الملف الأمريكي الثلاثي.