أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يدعم بالكامل" استئناف إسرائيل للضربات الجوية والعمليات البرية في قطاع غزة، محمّلا حركة حماس المسؤولية عن ذلك.
وقالت المتحدثة كارولاين ليفيت للصحافيين ردا على سؤال عما إذا كان ترامب يسعى إلى إعادة تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني، إن الرئيس الأمريكي "يدعم إسرائيل والجيش الإسرائيلي بالكامل وكل الخطوات التي قاما بها في الأيام الأخيرة".
من جهتها، أعلنت حكومة غزة، مساء الخميس، ارتفاع عدد ضحايا الإبادة الإسرائيلية بالقطاع منذ استئنافها الثلاثاء الماضي إلى 591 شهيدا و1042 مصابا.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع في بيان إن "نسبة الشهداء من الأطفال والنساء والمسنين تجاوزت 70 بالمئة من إجمالي الضحايا الذين ارتقوا خلال هذه الفترة، ما يؤكد أن الاحتلال يواصل استهدافه المباشر للمدنيين في إطار جريمة إبادة جماعية ممنهجة".
وفي وقت سابق الخميس، قالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن 85 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب 133 آخرون في العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأوضحت في بيان على منصة تلغرام: "وصول 85 شهيدا و133 مصابا إلى مستشفيات القطاع نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ترتكبها إسرائيل منذ فجر الخميس".
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن، أمس الأربعاء، أن قواته استأنفت العمليات البرية في وسط وجنوب قطاع غزة بعد انهيار وقف إطلاق نار صمد إلى حد كبير منذ يناير.
وجاء تجدد العمليات البرية بعد استشهاد أكثر من 400 فلسطيني في ضربات جوية في أحد أعنف جولات القصف منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته بسطت سيطرتها على محور نتساريم وهو المحور الأوسط في القطاع، وإنها مناورة "مركزة" تهدف لإنشاء منطقة عازلة جزئية بين شمال وجنوب القطاع.
من جانبها، قالت حركة حماس إن العملية البرية والتوغل في محور نتساريم "يعد خرقا جديدا وخطيرا" لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل شهرين.
وأضافت في بيان: "نؤكد تمسكنا باتفاق وقف إطلاق النار الموقع، وندعو الوسطاء الضامنين إلى تحمل مسؤولياتهم في لجم هذه الخروقات والانتهاكات غير المسؤولة".
وقال مسؤول من حماس اليوم الخميس إن الوسطاء كثفوا جهودهم مع الجانبين، لكنه أضاف أن ذلك لم يسفر بعد عن تحقيق أي انفراجة.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، دخول القطاع "في أولى مراحل المجاعة" جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات والبضائع منذ 2 مارس الجاري.
وشنّت إسرائيل، الثلاثاء، هجمات تعد أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير الماضي.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية منازل مأهولة ومراكز إيواء وخيام نازحين، ما أدى إلى دمار واسع ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
ومطلع مارس 2025، انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير الماضي.
وتتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
في المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.