يكتنف الغموض مصير 18 بحارا ينحدر معظمهم من أورير وآسفي، بعدما خرجوا في رحلة صيد على متن مركب في عرض البحر بسواحل الداخلة، لكن رحلتهم دامت أكثر من المعتاد، لينقطع بهم الاتصال منذ أزيد من 20 يوما.
المعطيات الرسمية المتوفرة، تشير إلى تلقي المندوبية الجهوية للصيد البحري بالداخلة، بتاريخ 19 فبراير الماضي، اتصالا من طرف ممثل مجهز مركب الصيد بالخيط المسمى "بن جلون" المرقم ب7-821 ، يفيد بأن رحلة الصيد الخاصة بهذا المركب قد طالت، ليتبين بموجب تحريات في الموضوع، أن جهاز الرصد والتموقع قد توقف بتاريخ 13 فبراير 2025، فتم على الفور إشعار جميع السلطات والإدارات المعنية.
مباشرة بعد ذلك، انطلقت عمليات البحث والتمشيط للموقع المحتمل، لوجود هذا المركب على بعد حوالي 55 ميلا بحريا غرب ميناء الداخلة، تحت إشراف مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ البحري ببوزنيقة، الذي قام بإشعار جميع أنواع المراكب التي تلج المنطقة بهذه الحالة، كما قامت كل من وحدات تابعة للبحرية الملكية وخافرة الإنقاذ الوحدة التابعة لمندوبية الصيد البحري بالداخلة، بعمليات بحث وتمشيط مكثفة، باستعمال طائرة مختصة تابعة للدرك الملكي، التي قامت بعدة طلعات للموقع ونواحيه.
وفي وقت تواصل فيه السلطات المعنية جهودها لتحديد موقع المركب المختفي ، طالب النائب البرلماني عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب حسن أومريبط، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أحمد البواري، بكشف ظروف إبحار السفينة "بنجلون" التي تقل هؤلاء البحارة، والتدابير والإجراءات التي قامت بها مصالح الوزارة للكشف عن ظروف فقدانهم.
وبالتزامن مع فتح المصالح المركزية والجهوية لكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري تحقيقا في الواقعة، قال أومربيط في سؤال كتابي وجهه إلى أحمد البواري، توصلت به "الأيام 24″، إن "حالة من القلق والترقب تسود وسط عائلات البحارة المختفين، في ظل تناسل أخبار متفرقة وتكهنات متباينة بشأن مصداقية غرق المركب الذي يقلهم أو تعرضه لمكروه آخر". ولفت البرلماني الانتباه إلى مشكلة إنقاذ الأرواح وضعف خدمات السلامة البحرية، التي أكدتها مؤخرا العديد من الحوادث في مختلف السواحل المغربية، سواء المتعلقة بانقلاب المراكب وتعرضها للغرق أو اشتعال النيران، وهو ما يخلف مآسي وندوبا نفسية واجتماعية قاسية وسط البحارة وذويهم، داعيا إلى إعادة النظر في آليات حماية أرواح وأجساد هؤلاء البحارة، الذين بفضل التضحية بأرواحهم يتم تأمين حاجيات المغاربة من المنتجات البحرية.