اختتم مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، الدورة الأولى من السنة التشريعية 2024-2025، وذلك بعد أربعة أشهر من الأشغال. وقال رئيس المجلس، راشيد الطالبي العلمي، في كلمة بالمناسبة، إنه إذا كان من عنوان يمكن اختياره للسياق الذي تختتم فيه هذه الدورة أشغالها، فهو مواصلة ترسيخ المغرب قوة صاعدة، وبلدا جاذبا على كافة المستويات، "مما يطوقنا بأمانة المساهمة في تعزيز هذا التموقع بالاضطلاع بواجباتنا الدستورية والسياسية والمؤسساتية".
وأضاف أنه "بقدر ما ينبغي أن نفتخر بهذه المكانة التي هي ثمرة قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الحصيفة والمتبصرة، بقدر ما ينبغي أن نكون يقظين إزاء التحديات الكبرى التي على بلادنا أن ترفعها والرهانات التي علينا أن نربحها وفي صدارتها ما يتعلق بوحدتنا الترابية".
وأكد الطالبي العلمي، أن هذا ما حرص مجلس النواب، ويحرص على تمثله في المهام المنوطة به، وبالتحديد في اشتغاله على واجهة العلاقات الخارجية للمجلس، على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.
واعتبر في هذا السياق، أنه من الطبيعي أن يكون مجال انتماء المملكة وعمقها الإفريقي، في صدارة المجالات التي واصل مجلس النواب مع عدد من برلماناته التعاون المنتج، البناء والصادق، حيث تم استقبال عدد من الوفود البرلمانية، ومن بينهم رؤساء برلمانات في البلدان الإفريقية، كما تم تعزيز التعاون مع المجالس التشريعية الإفريقية في إطار تقاسم الممارسات الفضلى.
واستحضارا، دائما لموقع المغرب الجيوسياسي، ولتاريخه العريق في الانفتاح على جميع الفضاءات الجيوسياسية، يتابع الطالبي العلمي، واصل مجلس النواب ترسيخ علاقاته مع عدد من البرلمانات في القارة الأوربية.
وأردف أن الدورة البرلمانية الخريفية "تميزت بالخطوة الكبرى المتمثلة في الاتفاق مع رئيسة البرلمان الأوربي على تدشين صفحة جديدة من العلاقات بين مؤسستينا، أساسها الاحترام المتبادل، والصدق، والتوازن واحترام وحدتنا الترابية ومؤسساتنا ومصالح بلادنا وتقدير تموقعها وأدوارها الإقليمية والدولية، والتصدي للحملات المعادية لبلادنا من طرف البعض داخل البرلمان الأوروبي".
ومن جهة أخرى، يسترسل الطالبي العلمي، عزز البرلمان المغربي وضعه كشريك للديموقراطية لدى الجمعية البرلمانية لمجلس أروبا، وهو الوضع الذي يتمتع به منذ 2011 ، وتطور حاليا بعد أن خضع للتقييم بمنح البرلمان المغربي لدى هذه الجمعية حقوقا هامة جديدة ابتداء من يناير 2025 بما في ذلك حق الشعبة الوطنية في تقديم اقتراحات، وتوصيات، وطلب فتح نقاش حول قضايا راهنة وتولي إعداد تقارير تكتسي طابعا استطلاعيا.
وعلى نفس المنوال، يؤكد الطالبي العلمي، واصل مجلس النواب تعزيز علاقاته مع برلمانات بلدان أمريكا اللاتينية استنادا إلى ما يجمع الطرفين من مصالح ورؤية للعلاقات الدولية، ومن إرث ثقافي إبيري، متوسطي.
وبعيدا عن الفضاءات، الافريقية، الأروبية والأمريكية، نوه الطالبي العلمي إلى أن مجلس النواب واصل حضوره الفاعل في جنوب شرق آسيا خاصة من خلال عضوية المجلس في الجمعية البرلمانية لبلدان جنوب شرق آسيا بصفته ملاحظا، والمشاركة في المنتديات التي احتضنتها بلدان المنطقة، ومن خلال تبادل الزيارات مع المسؤولين السياسيين بمؤسساتها التشريعية.