بالموازاة مع تخليد المغرب على غرار باقي دول المعمور ل"اليوم العالمي لمكافحة السرطان"، في رابع فبراير من كل سنة، دقّت "الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة"، ناقوس الخطر بخصوص المؤشرات الوبائية المقلقة لمرض السرطان في المملكة، وسط تزايد الإصابات بهذا الداء في صفوف المغاربة، والعراقيل التي تعترض فئة واسعة منهم في طريق العلاج.
ورغم كل المجهودات المهمة التي بذلها المغرب خلال السنوات الأخيرة، إلا أن نسبة الوفاة بالسرطان تظل "مرتفعة جدا"، تسجل الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، في تقرير لها، مبرزة أن السرطان هو الثاني في ترتيب أكثر الأسباب المؤدية للوفاة بالمغرب، بعد أمراض القلب والشرايين.
وفي وقت تسجّل فيه البلاد حوالي 40 ألف إصابة سنويا، بمعدل 137,3 حالة لكل 100 ألف نسمة، يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بين النساء بنسبة 36 في المائة من مجموع سرطان الإناث، يليه سرطان عنق الرحم بنسبة 11 في المائة. وبالنسبة للذكور، فيأتي سرطان الرئة في المقدمة بواقع 22 في المائة، يليه سرطان البروستاتا بنسبة 12,6 في المائة، تبعا للمعطيات التي أوردتها الشبكة في تقريرها.
وبعد استعراضها لجهود المملكة في إطار الخطة الإستراتيجية 2020-2029، التي تهدف إلى تقليل معدلات الإصابة والوفاة بالسرطان، وتحسين جودة حياة المرضى وأسرهم، بما يتماشى مع الرؤية الإستراتيجية للمملكة 2030، وإشارتها إلى عمل "مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان"؛ أقرت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة بأنه رغم الإنجازات الكبيرة، "مازالت هناك تحديات تتطلب تعاونا أكبر بين الأفراد، وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني".
في هذا الصدد، تشدد الشبكة على أهمية تحسين الوصول إلى العلاج بضمان توفيره لجميع الفئات الاجتماعية، خاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود، مع دعم المشاريع البحثية الخاصة بتحسين إستراتيجيات الوقاية والعلاج، إضافة إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية لتبادل الخبرات والموارد وإرساء تعاون وتضامن مع الدول الإفريقية.
كما دعت الشبكة إلى ضرورة التوقف عن التدخين، باعتباره السبب الرئيسي لتجنب الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان الرئة والكبد، علاوة على تقليل استهلاك الكحول والحد من التعرض للمواد المسرطنة في أماكن العمل، ثم الكشف المبكر الذي يزيد من فرص العلاج والبقاء على قيد الحياة.