سعيا إلى تعزيز العلاقات المغربية الفرنسية، من المرتقب أن تقود زيارة رسمية رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه، صوب مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، شهر فبراير المقبل.
وسيكون رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه على رأس وفد فرنسي هام، يضم رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية السيناتور كريستيان كامبون، حيث سيتوجهون، في بادئ الأمر، إلى جوهرة الصحراء المغربية، للقاء عدد من المسؤولين والمنتخبين بها، فضلا عن تفقد بعض المشاريع والأوراش التنموية.
كما يضم جدول أعمال الوفد الفرنسي الرسمي زيارة العاصمة الرباط، حيث من المنتظر أن يلتقي رئيس مجلس المستشارين سيدي حمدي ولد الرشيد، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، نصار بوريطة.
وتمهيدا لهذا الحدث، قام ثلاثة أعضاء من مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية بمجلس الشيوخ بزيارة تحضيرية إلى الداخلة مطلع شهر يناير الجاري، حيث استقبلهم والي جهة الداخلة وادي الذهب علي خليل، والمدير العام للمركز الجهوي للاستثمار مونير الهواري.
وُيعتبر جيرار لارشيه من بين أبرز السياسيين الفرنسيين الداعمين لمغربية الصحراء، فقد سبق له أن وجَّه رسالة رسمية إلى رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، شهر مارس الفائت، دعاه فيها إلى اتخاذ مبادرة دبلوماسية في هذا الاتجاه.
وعندما أصبح الأمر واقعا ملموسا، في شهر يوليوز المنصرم، أشاد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي بقرار ماكرون دعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، واصفا إياه ب"التطور الدبلوماسي الحاسم"، و"خطوة إضافية حاسمة نحو حل نزاع طال أمده، مما يقوض تكامل المغرب العربي ويعرقل ازدهاره".
وفتح دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المغربية فصلا جديدا في العلاقات بين البلدين، في انتظار أن يواكب الشركاء الفرنسيين تطوير الأقاليم الصحراوية من خلال الاستثمار فيها وخلق مبادرات مستدامة لفائدة السكان المحليين، في وقت يؤى فيه بعض المراقبين أن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء سيمهد الطريق أمام اعتراف أوسع في أوروبا، ويبدد التردد لدى بعض بقية الدول التي ستستفيد من اعتراف الولاياتالمتحدة وإسبانيا.