باشر وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية ماركو روبيو الذي تم تنصيبه رسميا الثلاثاء الفارط في إدارة دونالد ترامب الثانية، سلسلة اتصالات هاتفية مطلع الأسبوع الجاري، ضمن جدول أعمال مكثف، شمل فضلا عن ملوك وقادة بعض الدول؛ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، مما يعكس أهمية الرباط كشريك استراتيجي لواشنطن.
المكالمة الهاتفية التي أجراها روبيو مع بوريطة، أمس الإثنين، تناولت أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية لفائدة السلام والأمن الإقليميين والدوليين، وفق بيان صادر عن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس، حمل إشادة بالدور القيادي للملك محمد السادس، من أجل النهوض بالسلام والأمن الإقليميين والدوليين.
كما همت المباحثات بين الجانبين، كما نقل ذلك بيان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الإفراج عن الرهائن وكذا الدور الريادي للمغرب في إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
في هذا الإطار، أعرب رئيس الدبلوماسية الأمريكية عن إرادة الولاياتالمتحدة تكثيف التعاون مع المغرب، بغية الارتقاء بالمصالح المشتركة في المنطقة ووضع حد للنزاعات، سيما في إطار ما يسمى ب"اتفاقيات أبراهام".
في غضون ذلك، أكد الطرفان، خلال هذه المحادثة الهاتفية، على أهمية تعزيز المبادلات التجارية والاستثمارات بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين معا، وهو الأمر الذي يرى فيه خالد الشيات أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية مقدمة للبناء على الإنجازات الدبلوماسية التي تحققت خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في 2020، في أفق تعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية خلال العهدة الجديدة.
وتوقف الشيات في حديث مع "الأيام 24″، عند دلالات هذا الاتصال الهاتفي الرسمي الأول من نوعه بين المسؤولين الدبلوماسيين المذكورين، مستحضرا ما يحمله من رسالة دعم واضحة للعلاقات الأمريكية المغربية، وتطلع لتنفيذ أجندة مصلحية مشتركة تخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين، خاصة وأن واشنطن تولي أهمية بالغة لشراكتها مع الرباط في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة.
كما يعكس الاتصال أيضا، يتابع الأستاذ الجامعي، رسالة دبلوماسية إلى الجزائر، التي تعتبر منافسا إقليميا للمغرب وتواجه انتقادات أمريكية بسبب علاقتها بروسيا، مما يزيد من تقويض نفوذها الإقليمي، مبرزا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ترغب في تعزيز وجودها في شمال إفريقيا، عبر تحالفها مع المغرب الذي يتمتع بدور استراتيجي في ملفات الأمن والهجرة والتنمية الاقتصادية وكان أول دولة تعترف باستقلال أمريكا عام 1777.
وذكر الشيات ما وصفها ب"الإشارات الإيجابية" من الإدارة الأمريكيةالجديدة تجاه المغرب، على رأسها نشر خريطة المملكة المغربية كاملة خلافا لما كان عليه الوضع خلال فترة إدارة الديمقراطيين بزعامة جوزيف بايدن، لافتا إلى وجود فرصة لتطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مع تسريع وتيرة الاستثمارات الأمريكية في الأقاليم الجنوبية المغربية، وبناء القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة.
وشدد خالد الشيات على أن "المغرب يعتبر شريكا موثوقا به في منطقة شمال إفريقيا، سيما في مجالات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي، كما أن الميزات التي يتوفر عليها باعتباره بوابة إلى إفريقيا وشريكا محوريا في المنطقة، يمكن أن تلعب دورا أساسيا في تعزيز التحالفات الاستراتيجية للولايات المتحدة في مواجهة التحديات الجيوسياسية الحالية، بما في ذلك التهديدات الإيرانية والعلاقات المتوترة مع روسيا.