ما الذي يحدث مرة أخرى داخل البيت الحكومي؟ هل عاد مجددا الصراع بين أخنوش وبين قيادات البيجيدي؟ هذا على الأقل ما يمكن أن نلمسه من الرسائل الأخيرة التي وجهها رئيس الحكومة والأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" سعد الدين العثماني، وهو يتحدث، نهاية الأسبوع الماضي، في المؤتمر الجهوي لشبيبة حزبه بطنجة. العثماني المعروف ب "التريث" فاجأ الجميع عندما تحدث عن أخنوش بشكل ضمني، وقال: "لنا الثقة في ذكاء الشعب المغربي الذي يتابع من يعرقل ومن يعرقل له، ومن سيأتون به في انتخابات 2021 لن ينجح".
وتابع: "... في 2007 لم ينجحوا والحمد لله وجاؤوا بآخر في 2016 ولم يفعل شيئا"، في إشارة منه للأمين العام ل "الأصالة والمعاصرة" إلياس العماري الذي خسر الانتخابات البرلمانية لسنة 2016، مضيفا "وسيأتون بآخر في 2021 ولن ينجح"، في إشارة صريحة منه إلى عزيز أخنوش.
صواريخ العثماني لم تتوقف هنا، حيث استمر قائلا: ".. لن ينجح لأن الشعب المغربي ذكي. ولمسنا ذكاء لدى مختلف فئات الشعب المغربي، وفي وسط التشويش الإعلامي والإشاعات والأكاذيب والضغط استطاع الحزب أن يحوز ثقة المواطنين، وأن يصوتوا لصالحه... الشعب المغربي ذكي ويتابع من يعرقل، ومن يشتغل ومن يضع العصا في العجلة".
وسبق لتصريحات نارية أطلقها الأمين العام السابق ل "البيجيدي" عبد الإله ابن كيران، في فبراير الماضي، أن أشعلت فتيل أزمة حكومية غير معلنة داخل الحكومة، هاجم من خلالها عزيز أخنوش، وقال: "إذا أعطيت له الضمانة من عند جهة ما أو أراد أن يكرر التجربة البائسة الفاشلة للحزب المعلوم، خدم وخلي خدمتك تبينك .. ما تخلعناش من دابا لأننا لا نخاف"، وهي التصريحات التي أزعجت رئيس "الأحرار" إلى درجة مقاطعة وزراء حزبه لاجتماع حكومي، وعلق بعدها في تصريحات إذاعية قائلا إنه في كل مرة سيتعرض فيها لهجوم من "البيجيدي" سيتسبب ذلك في أزمة حكومية.