منذ تقديم أسماء اغلالو استقالتها من عمودية الرباط، بعد فقدان أغلبيتها بالمجلس الجماعي، خلف هذا الحدث المحلي بالمدينة تداعيات ملغزة بمختلف المقاطعات، حيث باتت مسطرة الإقالة تسقط المنتخبين الذين ساهموا في توريط العمدة السابقة، وعبدوا الطريق أمام خصومها من أجل إسقاطها من رأس الجماعة، كما أن كواليس الانتخابات الجزئية بدائرة المحيط زادت من حرارة المشهد السياسي بالعاصمة الإدارية. وحسب مصادر "الأيام 24″، فإن "إقالة النائب الأول لرئيس مقاطعة يعقوب المنصور سعيد التونارتي، ومحاولة الإطاحة برئيس مقاطعة حسان إدريس الرازي، تدخل في إطار تصفية الحسابات السياسية بين مكونات الأغلبية وخاصة بين أعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار، الذين يعيشوا على وقع التشتت في مقاطعات الرباط".
وأضافت المصادر ذاتها أن "هذه التطورات السياسية التي تشهدها مجالس مقاطعات الرباط جاءت نتيجة تقديم أسماء اغلالو استقالتها من عمودية العاصمة الإدارية، بعد فقدان أغلبيتها داخل المجلس الجماعي، غير أن الرابط الذي يجمع هذه الأحداث هو أن الأشخاص الذين تمت إقالتهم أو في طور الإقالة بناء على الفصل 70 من القانون التنظيمي 14-113، هم من قاموا بتجميع التوقيعات ضد العمدة السابقة من طرف الأعضاء والمستشارين".
وتابعت المصادر أنه "بالإضافة إلى ذلك فإن إدريس الرازي وسعيد التونارتي لم يقدمان الدعم المنتظر لسعد ابن مبارك زوج أسماء اغلالو، الذي يتقلد مسؤولية المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عند ترشحه لرئاسة دائرة المحيط بالرباط، وبالتالي فإن هذا الأخير بعد فوزه بالمقعد الانتخابي بدء في تصفية حساباته مع زملائه الذين حاولوا الإنقلاب عليه سياسيا".
وأشارت المصادر إلى أن "سعد بن مبارك لم يظهر في المشهد الحالي كالرجل القوي والمدبر لهاته الاسقاطات المنتظرة داخل مقاطعات الرباط، وإنما يعمل خلف الكواليس ضد الأشخاص الذين أسقطوا حكم زوجته داخل مجلس المدينة، واشتغلوا ضده في الانتخابات الجزئية لدائرة المحيط التي فاز بها بنسبة 48,36 في المائة من الأصوات".
وأردفت أيضا أن "إقالة سعيد التونارتي من منصبه كنائب أول لرئيس مقاطعة يعقوب المنصور جاء دون تقديم أي مبررات موضوعية خاصة من طرف الرئيس، وهذه قرينة على أنه هناك حملة لتصفية الحسابات بين التجمعيين بمدينة الرباط"، مشيرا إلى أن "المعارضة بدورها استفسرت عن الأسباب الحقيقية وراء إقالة التونارتي، لكن لم تتوصل بأي تعليل في الموضوع".
وأوضحت أيضا أن "مسطرة الإقالة التي يحركها الرجل القوي داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، أصبحت تهدد مجموعة من الأعضاء سواء داخل مقاطعة حسان أو خارجها، إذ من المنتظر أن يأتي الدور على النائب الأول لرئيس المقاطعة ذاتها، وأيضا على عضوة بمقاطعة يعقوب المنصور".
هذا وحاولت جريدة "الأيام 24" التواصل مع سعد ابن مبارك لمعرفة رده حول هاته الرواية، لكن دون جدوى، حيث ظل هاتفه يرن دون جواب، رغم العديد من محاولات الاتصال والرسائل الفورية عبر تطبيق الواتساب.