لم يكن سقوط حكم بشار حافظ الأسد، سقوطا شعبيا أو نقطة نهاية في مسلسل معاناة الشعب السوري الذي عاش ويلات الانقسام والتفرقة والظلم طيلة ثلاثة عشر عاما، بل كان سقوطا سياسا أيضا في ظل ارتباط نظام بشار مع قوى اقليمية وعربية امتدت إلى جوار المغرب، وبالظبط الجزائر التي كان رئيسها عبدالمجيد تبون قد تحدث مع بشار خلال الأسابيع الماضية وناقشا ما وصفته الصحافة الجزائرية قضايا ذات الاهتمام المشترك، وأي اهتمام أو الارتباط بين النظام السوري والجزائر، غر عداء المغرب عبر دعم حليفة جبهة البوليساريو.
معروف أن المغرب، ينهج سياسة النأي بالنفس ويختار موقفا حازمًا تجاه الملف السوري منذ بداية الحرب الأهلية، قد يجد نفسه أمام واقع سياسي جديد قد يحمل فرصا ومخاطر في الوقت ذاته، فانهيار النظام السوري يضعف وقد ينهي الرتباط القوي بين النظام الجزائري والسوري، ويفتح احتمالات لإعادة تشكيل المواقف في المنطقة. ومع صعود نظام جديد، قد تتغير أولويات دمشق بشكل يُعيد حساباتها الخارجية، وربما يكون المغرب من بين المستفيدين إذا تبنت الحكومة المقبلة موقفًا أقل ارتباطًا بالمحاور الإقليمية السابقة.
وحول مستقبل العلاقات المغربية السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، يرى عبدالسلام الخالدي، أستاذ العلاقات الدولية أن المغرب يراقب بحذر تطورات الوضع ويحافظ دبلوماسية التوازن والثبات وقراءة السياقات خاصة أن الملف السوري ليس بيد السورين بل تتحكم فيه قوى إقليمية واليوم تركيا لاعب محوري في الساحة في ظل تراجع إيران.
اعتبر في حديثه ل"الأيام 24″ أن المغرب سيبحث فرصة إعادة بناء العلاقات مع سوريا في سياق جديد، بعيد عن الاصطفافات التي أفرزتها الأزمة السورية، خاصة و أن التجارب السابقة أكدت أن انهيار الأنظمة في المنطقة غالبا ما يؤدي إلى اضطرابات وفوضى تتجاوز حدودها الجغرافية.
وأشار إلى أن سقوط حكم بشار الأسد يفتح عودة دمشق إلى الحضن العربي وبالتالي انفتاح أكبر على تسويات إقليمية جديدة، ما قد يتيح للمغرب فرصة لإعادة رسم خطوط التفاهم مع سوريا، خاصة إذا شهدت مرحلة ما بعد الأسد تغييرات سياسية تدفع نحو مواقف أكثر حيادية تجاه نزاع الصحراء، بعيدًا عن الاصطفافات السابقة التي جمعتها بالجزائر.