بات الملف المغربي يشكل خطرا حقيقيا على حظوظ الملف الأمريكي المشترك لتنظيم مونديال 2026، بعدما أصبح يحظى بدعم جميع القوى العالمية الكبرى، ويبدو بحسب متتبعين أن المغرب يضمن إلى حدود الساعة أزيد من 103 من الأصوات في جيبه، وهي الأصوات الكافية لنيل الرهان وهزم الأمريكان. واقع الحال يقول إن كل القوى التقليدية تساند المغرب، على رأسها فرنسا التي يمكن أن تتحكم في عدد من أصوات القارة الأوروبية، وروسيا التي تتحكم بدورها في عدد من أصوات أوروبا الشرقية، والصين التي تتحكم في أصوات دول غرب آسيا، إضافة إلى أن الملف المغربي يحظى بدعم إفريقي معلن ودعم عربي واسع، رغم التغريدات الأخيرة التي خرج بها تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية، التي سرعان ما تبددت بعد اللقاء الأخير الذي جمع ما بين الملك محمد السادس بباريس وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وسبق لهشام العمراني، المدير التنفيذي لملف ترشح المغرب، أن التقى بمجموعة من القائمين على الاتحاد الصيني لكرة القدم، حيث يرتبط العمراني بعلاقات صداقة مع مجموعة من الاتحادات الآسيوية بحكم اشتغاله سابقا في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وذكرت تقارير إعلامية صينية أن المغرب يتعامل بمنطق "رابح-رابح" مع الصين في ملف "موروكو 2026"، حيث يرتقب أن تساهم الشركات الصينية العملاقة في بناء الملاعب والطرقات المزمع تحضيرها لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026، فضلا عن العلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين، والتي يجسدها مشروع "مدينة محمد السادس الصناعية" شمال المملكة.
هذا الدعم الذي يحظى به الملف المغربي سبق لأكثر من جريدة ومنبر إعلامي في أمريكا وكندا والمكسيك أن عبرت عنه، إلى درجة أن جريدة مكسيكية أكدت أن المغرب يضمن منذ فترة أصوات 103 اتحادات على الأقل.
صحيفة "لوبيز دوريكا" المكسيكية أكدت في مقال لها، هذا الأسبوع، أن الملف المغربي يستمد قوته بشكل كبير من فرنسا التي سارعت إلى إعلان دعمها لملف المغرب 2026، نفس الأمر بالنسبة لبلجيكا ودول أوربية عديدة كإسبانيا والبرتغال وإيطاليا، إلى جانب اتحادات أمريكا الجنوبية العشرة، التي ستصوت أغلبها للمغرب، خاصة الأوروغواي والأرجنتين وبيرو وكولومبيا والبرازيل والشيلي والاكوادور والبارغواي.
و أكد نفس المصدر أن روسيا تقف إلى جانب المغرب لحشد دعم الدول التي تتحكم موسكو في سياستها، علما أن اختيار البلد المنظم سيكون فوق الأراضي الروسية، وهو ما يصب في مصلحة الملف المغربي.
ومما يزيد من ترجيح كفة المغرب الخلاف الحاصل بين أمريكاوالمكسيك، خاصة بعدما أعلن مكتب الرئيس المكسيكي، الاثنين الماضي، أن الحكومة المكسيكية ستراجع جميع مشروعاتها المشتركة مع الولاياتالمتحدة في ظل استمرار التوترات بشأن الهجرة والجدار الحدودي المقرر إقامته، وطلب الرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو من جميع الوزارات الحكومية مراجعة تعاونها مع الولاياتالمتحدة في اجتماع لمجلس الوزراء، الأحد الماضي.
وسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المنهمك في تصفية الحسابات مع خصومه، وربما لا يعرف أن بلاده مترشحة لتنظيم المونديال ولا يولي أهمية لذلك، (سبق) أن اتهم المكسيك بعدم القيام بما يكفي لمنع المهاجرين غير الشرعيين من أمريكا الوسطى من دخول الولاياتالمتحدة عبر المكسيك.
وفي الأسبوع الماضي، أمر ترامب بنشر عناصر الحرس الوطني على الحدود مع المكسيك حتى يبدأ البناء على جدار حدودي. ووعد بإرسال ما بين 2000 إلى 4000 من عناصر الحرس الوطني إلى الحدود مع المكسيك لمؤازرة حرس الحدود فى ضبط الأمن ووقف تسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى الولاياتالمتحدة، بينما أدان نظيره المكسيكي "مواقفه التهديدية".
هذه التهديدات والتحركات الأمريكية على الحدود المكسيكية سبق وأن علق عليها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جياني انفانتينو، بالقول إن الولاياتالمتحدة قد تفقد إمكانية استضافة كأس العالم 2026، بسبب سياسة رئيسها دونالد ترامب المعادية للمهاجرين.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قال انفانتينو للصحفيين خلال مؤتمر عقده في لندن، إن "أي منتخب يتأهل إلى نهائيات كأس العالم ومشجعيه ومسؤوليه عليهم أن يحظوا بفرصة الدخول إلى البلد المستضيف، وإلا لن يكون هناك كأس عالم".
وفي 27 يناير الماضي وقع ترامب قرارا يقضي بمنع دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول بلاده، وهو القرار الذي يخدم مصالح الملف المغربي، على بعد 60 يوما فقط من حسم هوية البلد أو البلدان التي ستنظم مونديال 2026.