توصلت جريدة "الأيام24" بنسخة من الحلقة الثالثة من الرسالة البحثية التي أنجزها العلمي الحروني، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، التي تتمحور حول "الأطروحات الفكرية من القضية الفلسطينية ومن حرب غزة على الخصوص، الفلاسفة نموذجا".
دبج البيان، الصادر في الفاتح من نونبر 2023، و الموقع من طرق مئات الفلاسفة بالفقرة التالية: "نحن مجموعة من أساتذة الفلسفة في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا، نكتب للتعبير علنًا، وبشكل لا لبس فيه، عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني، ولإدانة المذبحة المستمرة والمتصاعدة بسرعة، التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وبكامل الدعم المالي والمادي، والدعم الأيديولوجي من حكوماتنا".
واختتم البيان بنداء يدعو فلاسفة العالم، للإنضمام للتوقيع : "إننا ندعو زملائنا الفلاسفة للانضمام إلينا للتضامن مع فلسطين، والنضال ضد الفصل العنصري والاحتلال، وعلى وجه الخصوص، انضموا إلينا في دعم المقاطعة الأكاديمية والثقافية للمؤسسات الإسرائيلية…".
وفي إحاطته بالبيان، قال الحروني إنه سبق للفيلسوفة "جوديث بتلر"، قبل توقيعها على البيان، أن كتبت نصًّا مهمًا، تحت عنوان "بوصلة الحِداد"، لا ينتقد إسرائيل وممارساتها التاريخية البغيضة فحسب، بل ينتقد أجواء منع التفكير، وتحليل السياق الذي جرت فيه هجمات حماس في السابع من أكتوبر.
والسياق ذاته، أبرز الحروني أن الفيلسوف السلوفيني، سلافوي جيجيك، أزعج منظمي معرض الكتاب لي فرانكفورت من 16 إلى 20 أكتوبر 2024، بخطابه المنتقد لإسرائيل، الشيء الذي جعل مفوّض معاداة السامية في ولاية هيسن، يقاطعه احتجاجًا مرتين، ليغادر القاعة غاضبًا.
وكرد منه على ما تعرض له، نشر جيجيك خطابه بمقالٍ بموقع الصالون الفلسفي في 30 أكتوبر 2024، تحت عنوان "القول والصمت والإظهار: ملاحظات حول فضيحةٍ في فرانكفورت"، انتقد فيه المواقف الألمانية بشدةٍ، مشيرا إلى أن ما تعرض له بمعرض الكتاب ليس لكون خطابه متطرفًا بل، وتحديدًا، لأنه كان متوازنًا ومعتدلًا.
واعتبر عضو الحزب الاشتراكي الموحد، أن الموقف "المتوازن والمعتدل" هو السمة الغالبة لمواقف معظم الفلاسفة الغربيين من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وبالرغم من الإختلافات المهمة في مواقف الموقعين.
فمثلا انتقدت "سيلا بن حبيب"، الفيلسوفة التركية الأمريكية بعض مضامين البيان، في نصٍّ بعنوان "رسالة مفتوحة إلى أصدقائي الموقعين على "الفلسفة من أجل فلسطين""،وكانت حسب الحروني أشد انتقادًا لحماس ولهجومها، لكنها اتفقت مع البيان في الكثير من انتقاداته الموجهة لإسرائيل.
وفي الآن ذاته، أبرز المتحدث نفسه، أن الفيلسوف الفرنسي إدغار موران، نشر رأيه حول معركة غزّة، في صحيفة Marianne الفرنسية، وفي صحيفة El Païs الإسبانية في نسختها الإنجليزية بنفس التاريخ، في مقال تحت عنوان "إدغار موران: إسرائيل – فلسطين، أهوال وأخطاء" Edgar Morin : Israël-Palestine, horreurs et erreurs.
وأكد موران من خلاله "أن المجازر المروّعة التي ارتُكبتْ في حق اليهود الإسرائيليين من قبل حماس يوم 7 أكتوبر، قد أصابتني برعب عميق"، و يؤكد الفيلسوف الفرنسي بوضوح: "إن إدراج أحداث 7 أكتوبر الفظيعة في سياقها، هو أمر ضروري لكل فهم يضعها أولاً وقبل كل شيء في التاريخ الطويل للشعب الإسرائيلي، ضحية ألفية من عداء النزعة اليهودية المسيحية، تلتها نزعة العداء السامية العنصرية، التي كانت تكره "ذلك الشعب"، لحد الرغبة في إبادته، ما جعل الوطن الإسرائيلي مُحاطًا منذ فترة طويلة بعداء دول معادية"، وهذا الموقف غير المنتظر دفع المفكر التونسي، عبد الحق الزموري، بوصفه ب "المقال الفضيحة".