في ظل العلاقات المتطورة التي تجمع المملكة المغربية وفيدرالية روسيا على المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والثقافية، نشرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "سبوتنيك" خبرا عن نية القوات المسلحة الملكية إلى جانب 13 دولة أخرى، اقتناء وشراء منظومة دفاعية S400 المتحركة المضادة للطائرات المقاتلة والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.
وأخذا بعين الاعتبار مختلف التكهنات المرتبطة بهذا الخبر، استبعد عبدالرحمن مكاوي الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، هذه الصفقة لأسباب مختلفة عددها في تصريح خص به "الأيام" بقوله: "أولا، دون التقليل من جودة هذه الأسلحة الدفاعية، التي ينتجها المجمع الصناعي الحربي الروسي والتي تعد إلى جانب بطاريات S500 وكذلك صواريخ إسكندر، من بين الأكثر تطورا في العالم، فقد أظهرت محدوديتها أمام منظومة "هيمارس" (Himmars) الأمريكية خلال الحرب في أوكرانيا والتي يتوفر عليها المغرب أيضا"، مضيفا أن "السبب الثاني هو تكلفة S400 ، والتي تصل إلى 300 مليون دولار للوحدة الواحدة مقارنة بفعاليتها المتوقعة".
إضافة إلى الأسباب السابقة، يشدد مكاوي، على سبب آخر لا يقل أهمية عنها ويتعلق بضرورة تواجد الخبراء الروس خلال مختلف مراحل استخدام هذه المنظومة الدفاعية، وهو أمر لا يمكن للمغرب أن يقبله لتشبثه بسيادته الوطنية وقراره الإستراتيجي المستقل، على عكس الجزائر التي يتواجد بها هؤلاء الخبراء.
معطى آخر، لا يقل أهمية من وجهة نظر الخبير العسكري عبدالرحمان مكاوي، يتجلى في سعي وكالة "سبوتنيك" للدفاع عن المواقف الديبلوماسية الروسية وترويج لمنتوجات المجمع الصناعي العسكري الروسي الذي بدأ يفقد مكانته في سوق مبيعات الأسلحة إلى الخارج في الآونة الأخيرة.
ويخلص مكاوي، إلى أن هذا الترويج يتزامن مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، الذي فرض خلال ولايته الأولى (2016/2020) عقوبات على الدول التي اشترت أسلحة من روسيا.
وأشار مكاوي في الأخير إلى أن الوكالة الروسية الرسمية التي تنشر ب30 لغة مختلفة باستثناء اللغة المحلية الروسية لم تشر إلى مصدرها أو مصادرها في البلدين معا، علما بأنها وكالة حلت محل وكالة نوفوستي سنة 2014 في ظل الأزمة الروسية مع الغرب وتحولت إلى وسيلة إعلامية للدعاية والتضليل.