دفعت الأحداث التي شهدتها مدينة أمستردام الأسبوع الماضي، وزيرة الدولة للمالية، مغربية الأصل، نورة أشهبار، إلى تقديم استقالتها من الحكومة الهولندية، احتجاجا على تصريحات وصفتها بالعنصرية أطلقها بعض الوزراء ضد شباب مهاجرين من أصول عربية.
وتأتي استقالة أشهبار، وفقا لتقارير إعلامية هولندية، تعبيرا منها عن عدم رضاها على تعاطي الحكومة مع الأحداث الأخيرة، في إشارة إلى أعمال العنف التي وقعت في أمستردام الأسبوع الفارط بين جماهير فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي ومناصري أياكس أمستردام الهولندي.
وفي وقت تبحث فيه الحكومة التي تجتمع حاليا في كاتشهاوس، عن حل لهذه الأزمة المتفاقمة، قال زعيم المعارضة فرانس تيمرمانس عن حزب العمال/ الخضر، إن استقالة أشهبار "خطوة مبررة تماما"، بالنظر إلى ما وصفها ب "التصريحات العنصرية التي أصبحت أمرا شائعا في الحكومة".
وكانت أمستردام ليلة الخميس الفارط مسرحا لاشتباكات بين مشجعين إسرائيليين لفريق "مكابي تل أبيب"، تعمدوا استفزاز المشجعين ذو الأصول العربية بتمزيق علم فلسطين المرفوع على واجهة منزل، لكن الشرطة لم تتدخل لمواجهة أو ثني مشجعي النادي الإسرائيلي عن استفزازاتهم لتتطور الأمور لاحقا إلى اعتداءات ومواجهات عنيفة. وأثارت هذه الأحداث تنديدات هولندية وإسرائيلية وأوروبية، فيما أعلنت شرطة أمستردام القبض على 62 شخصا، أخلي سبيلهم لاحقا، واصفة الاعتداء ب"العنف المنهجي المعادي للسامية". يأتي هذا في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها الآلة الصهيونية ضد الفلسطينيين في غزة منذ أكتوبر 2023، ما أدى إلى ارتفاع منسوب الاعتداءات في الدول الأوروبية والولايات المتحدة أيضا ضد الإسرائيليين.