في إطار النسخة ال13 من المعرض الدولي للتمور بالمغرب (سيدات)، استضافت مدينة أرفود، منتدى استثماريًّا مخصصًا لتعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في المناطق الواحية. وقد نظم هذا المنتدى بشراكة بين وكالة التنمية الفلاحية (ADA) ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب (GCAM)، مسلطًا الضوء على التحديات البيئية والفرص الاستثمارية في هذا المجال. وشمل المنتدى جلستين نقاشيتين تناولتا موضوعين رئيسيين؛ الأول ركّز على التحديات التي تواجه الاستثمار في المناطق الواحية في ظل التغيرات المناخية، بينما تطرقت الجلسة الثانية إلى استعراض فرص الاستثمار الواعدة في قطاع التمور. وقد أسهمت هذه النقاشات في تعزيز التواصل بين ممثلي القطاعين العام والخاص، ما أتاح فرصة لتبادل الأفكار والتجارب بين مختلف الفاعلين والمستثمرين وحاملي المشاريع. وفي كلمته، أبرز المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، أهمية الاستثمار في قطاع النخيل كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الواحات. وأكد الريفي على أهمية تعزيز سلسلة إنتاج التمور بوصفها أداة لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل هشاشة النظم البيئية بالواحات أمام التغيرات المناخية المتسارعة. كما أشار الريفي إلى إنجازات مخطط المغرب الأخضر، الذي أفضى إلى غرس 3.1 مليون نخلة وتوفير 174 مليون يوم عمل، مؤكدًا على ضرورة توسيع هذه المكتسبات من خلال استراتيجية "الجيل الأخضر" التي تعتبر النخيل أحد ركائزها المحورية. وأوضح أن المناخ الاستثماري بالمغرب يوفر فرصًا جذابة، خاصة مع التسهيلات المقدمة في كراء الأراضي التابعة للدولة والأراضي الجماعية، مما يشجع على استقطاب مزيد من الاستثمارات. واختتم المنتدى بمداخلة لمريم الطي، رئيسة قسم تطوير المشاريع الزراعية في الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان (ANDZOA)، التي سلطت الضوء على مشروع التكيف المناخي بالمناطق الواحية، والذي أُطلق عام 2015. وأوضحت الطي أن هذا المشروع يعزز مرونة هذه المناطق من خلال تحديث أنظمة الري التقليدية وتطوير البنية التحتية، مشيرة إلى دوره في دعم الشباب والنساء في مجالات الفلاحة والسياحة والصناعات التقليدية، بما يعزز من استدامة هذه المناطق في مواجهة تحديات المناخ.