"الاستدامة والتكيف في صلب الاستثمار في سلسلة التمور" كان هذا محور منتدى الاستثمار الذي نظمته، الجمعة بمدينة أرفود، على هامش الملتقى الدولي للتمر بالمغرب، وكالة التنمية الفلاحية ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، بشراكة مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان. وكان هذا المنتدى العلمي فضاء مهما من أجل الترويج لفرص الاستثمار في سلسلة التمور لفائدة حاملي المشاريع والمهنيين. كما شكل لقاء تواصليا جمع بين مختلف الفاعلين في كل من القطاعين العام والخاص في سلسلة التمور، من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، و"ANDZOA"، و"ONCA"، و"ONSSA" والمركز الجهوي للاستثمار الفلاحي لجهة درعة تافيلالت، والفيدرالية البيمهنية المغربية للتمور، والمنظمات المهنية وكذا حاملي المشاريع. وحضر أشغال منتدى الاستثمار عدد من المسؤولين بالقطاعات المرتبطة بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بهدف فتح نقاش عمومي حول موضوع الاستثمار بصفة عامة وخاصة في سلسلة التمور. وجرى، خلال المنتدى ذاته، تسليط الضوء على سبل تنمية سلسلة التمور في إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030؛ عبر مائدتين مستديرتين، الأولى كان محورها "سلسلة التمور بين رهانات التنمية وتحديات الاستدامة"، والثانية كانت حول موضوع "فرص الاستثمار والأنشطة المقاولاتية في سلسلة التمور". وتطرق المشاركون في المائدة الأولى لمحاور مهمة عديدة؛ من بينها "التجميع الفلاحي من الجيل الجديد في سلسلة التمور" من طرف وكالة التنمية الفلاحية، و"الإعانات المالية للدولة في سلسلة التمور" من طرف المديرية المالية بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، و"سلسلة التمور في مواجهة ندرة المياه.. حلول من أجل ضمان الاستدامة" من طرف مديرية الري وإعداد المجال الفلاحي بوزارة الفلاحة، و"برنامج استدامة من أجل استدامة موارد الواحات" من طرف مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، و"الجودة والسلامة الصحية للتمور في المغرب" من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، و"دور الفيدرالية البيمهنية المغربية للتمور في تنظيم مختلف المهنيين وتفعيل عقدة برنامج السلسلة" من طرف الفيدرالية البيمهنية للتمور. وفي المائدة الثانية من منتدى الاستثمار، تطرق المشاركون في المائدة المستديرة ل"الكتلة الحيوية لنخيل التمر.. فرص الاستثمار وخلق الثروة في الواحات" من طرف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، و"عرض المستمر القروي الموجه لسلسلة التمور" من طرف مجموعة القرض الفلاحي، و"القرض المقاولاتية للشباب في سلسلة التمور" من طرف المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية بدرعة تافيلالت، و"مواكبة المجموعات المنتجة في تسويق التمور" من طرف وكالة التنمية الفلاحية، و"شهادة مجموعة ذات النفع الاقتصادي في سلسلة التمور"، بالإضافة إلى عرض في "مناخ الأعمال في جهة درعة تافيلالت مع تسليط الضوء على سلسلة التمور" من طرف المركز الجهوي للاستثمار لجهة درعة تافيلالت. سعيدة ورزان، مديرة التجميع والشراكة بوكالة التنمية الفلاحية، قالت إن هذا المنتدى نظمته وكالة التنمية الفلاحية ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب حول موضوع "الاستدامة والتكيف في صلب الاستثمار في سلسلة التمور" لكون هذا الموضوع جد مهم بالخصوص في الحالة الراهنة التي يعيشها العالم بأسره بسبب التغيرات المناخية. وشددت المسؤولة الفلاحية ذاتها، في تصريح لهسبريس، على ضرورة تشجيع الاستثمار بنظرة مستقبلية، مع أخذ بعين الاعتبار التنمية المستدامة؛ من خلال المحافظة على الواحات، خاصة سلسلة التمور التي تحتاج إلى مواكبة للحفاظ هذا الموروث الفلاحي المهم. من جانبه، قال زكرياء اليعقوبي، رئيس قسم موارد الهيدروفلاحية بمديرية الري (وزارة الفلاحة) وأحد المشاركين في المنتدى سالف الذكر، قال إن المنتدى المنظم اليوم على هامش فعاليات الملتقى الدولي للتمر يتمحور حول سلسلة النخيل بصفة عامة، مضيفا أن تدخل الإدارة التي يمثلها كان حول إشكالية الموارد المائية. وأشار المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى أن التدخلات المسجلة في منتدى الاستثمار المنظم من طرف وكالة التنمية الفلاحية تمحورت حول إشكالية التي تتلخص في توالي سنوات الجفاف التي أثرت بشكل سلبي على مخزون الموارد المائية بالجهة، سواء المعبئة بواسطة السدود أو مخزون المياه الجوفية التي عرفت تراجع إلى مستوى يتراوح ما بين 1 متر واحد و3 أمتار في مناطق الواحات. وتطرق عدد من المشاركين في المنتدى ذاته لمجموعة من الحلول والجهود التي تقوم بها الدولة من أجل حماية الواحات والحفاظ على الفرشات المائية، وكذا تشجيع الاستثمار بشكل عام وخاصة في سلاسل الإنتاج الفلاحي؛ وعلى رأسها سلسلة النخيل.