فاقمت التساقطات المطرية والرياح العاتية التي تعرفها أغلب مدن المملكة، معاناة ساكنة عدد من المناطق المتضررة من "زلزال الحوز"، خاصة وأن فئة واسعة منها تمكث داخل خيام بلاستيكية، لا تصمد أمام سوء الأحوال الجوية.
وفي ظل بطء وتيرة إعادة الإعمار في جبال الأطلس التي ضربها الزلزال المدمر شتنبر 2021 مسويا مساكنها الهشة أرضا، بالإضافة إلى عدم استفادة جميع قاطني الدواوير والمداشر المنكوبة من منازل متنقلة مقاومة نسبيا لمياه التساقطات المطرية؛ تحوّل الموسم المطير إلى جحيم حقيقي بالنسبة لهؤلاء المواطنين.
ويعاني عدد من المتضررين الذين لم يكفوا عن إطلاق صرخات استغاثة على امتداد أزيد من 13 شهرا، من التهميش والإهمال، وهو الوضع الذي يزداد تأزما مع نزول الثلوج التي تحاصرهم من كل حدب وصوب وتجعلهم في عزلة حقيقية عن العالم الخارجي.
ومن أجل إثارة الانتباه إلى أوضاعهم المأساوية، نظم عدد من متضرري الزلزال، الإثنين الفائت، وقفة احتجاجية أمام ولاية جهة مراكش وأكادير، إضافة إلى احتجاجات مماثلة في تارودانت، طالبوا من خلالها بتمكينهم من الدعم المالي مع تسريع عملية البناء.
المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، محمد الديش، أكد أن "الوضع بالفعل كارثي"، أمام عجز السلطات عن اتخاذ إجراءات تمكّن ساكنة الأقاليم المتضررة من الزلزال من السكن في ظروف تحفظ كرامتهم وتقيهم قساوة موسم الشتاء.
وأضاف الديش متحدثا ل"الأيام 24" أن "التنبيهات وجّهت إلى السلطات منذ الشتاء الماضي بضرورة البحث عن سبل أخرى للإيواء المؤقت، وتجنب الاعتماد على الخيام البلاستيكية، والمنازل المؤقتة غير النافعة أمام الأمطار".
ولفت الفاعل المدني إلى أن المبلغ الذي توصلت به الأهالي لتأهيل منازلها، لم يكفِ لإنجاز قاعدة البناية التي تتراوح كلفتها لوحدها بين 40 و50 ألف درهم، والتي كانت شرطا للحصول على الدفعة الموالية من الدعم، بالنظر إلى ارتفاع أسعار مواد البناء وثمن نقلها إلى الدواوير البعيدة بكلومترات عن المركز.