للرفع من قدرات المملكة المغربية الدفاعية وتعزيز الجاهزية الاستراتيجية في مجالات التصنيع والتكنولوجيا العسكرية، وقعت القوات الملكية الجوية المغربية بشكل رسمي، إتفاقية من نوع خاص مع شركة Embraer البرازيلية، لشراء طائرات النقل التكتيكي العسكري البرازيلية KC-390 Millennium.
وتتوفر الطائرات البرازيلية على محركين نفاثين، يمكن من خلالها نقل حمولات ثقيلة بحد أقصى يبلغ 26,000 كيلوغام، إضافة إلى استيعاب 80 جنديًا أو 74 نقالة مع 8 أفراد طبيين أو إسقاط 66 مظليًا، كما تبلغ سرعتها القصوى 992 كم/ساعة، وتتمتع بمدى طيران يصل إلى 2,820 كيلومتر بحمولة 23,000 كيلوغرام، و3,220 كيلومتر بحمولة 19,000 كيلوغرام، و5,820 كيلومتر بحمولة 14,000 كيلوغرام.
وتأتي هذه الصفقة العسكرية الجديدة لتعزيز أسطول طائرات الشحن، بهدف تحسين مستوى الشحن الثقيل والإجلاء الطبي والعمليات اللوجستية، وأيضا تقوية موقع المملكة المغربية كفاعل إقليمي يساهم بشكل كبير وفعال في ضمان استقرار المنطقة وتقديم المساعدات الإنسانية في الحالات الاستثنائية.
وقال هشام معتضد، مستشار الشؤون السياسية والاستراتيجية، إنه "في إطار التوجهات الاستراتيجية الكبرى التي تنتهجها المملكة المغربية لتعزيز قدراتها الدفاعية وترسيخ مكانتها الإقليمية والدولية، يأتي التعاقد على طائرات الشحن العسكرية البرازيلية KC-390 كخطوة نوعية تعكس رؤية عميقة تستند إلى مقومات القوة والاعتماد على الشراكات المتعددة الأبعاد".
وأوضح معتضد، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "هذه الخطوة لا تندرج فقط ضمن مساعي الرباط لتحديث قواتها المسلحة الجوية، بل تعكس أيضاً رغبة واضحة في الاستفادة من أحدث التقنيات العالمية في مجال الشحن العسكري واللوجستيات".
وتابع المتحدث عينه أن "اختيار المغرب لهذه الطائرة بالذات، التي تتميز بقدراتها على القيام بمهام متعددة مثل الشحن الثقيل والإجلاء الطبي والعمليات اللوجستية، يعزز من كفاءة الأسطول الجوي المغربي ويمكنه من الاستجابة السريعة لمتطلبات الساحة الإقليمية والدولية، سواء من حيث الدعم العسكري أو العمليات الإنسانية".
وأردف أيضا أن "هذا التعاقد يؤكد على توجه المغرب نحو تنويع مصادر تسليحه وتعزيز التعاون جنوب-جنوب، حيث تشكل البرازيل شريكاً استراتيجياً مهماً في هذا الإطار"، مضيفا: "حيث أن تعزيز التعاون العسكري مع قوى صاعدة من الجنوب يُعزز من استقلالية القرار العسكري للمغرب ويدعم سيادته الوطنية بعيداً عن الاعتماد المفرط على الشركاء التقليديين".
وأبرز المستشار الأمني والاستراتيجي أن "هذه الخطوة تندرج في إطار رؤية شمولية تستهدف رفع الجاهزية الاستراتيجية للمملكة، سواء من حيث تطوير القدرات الدفاعية أو من خلال توسيع شبكات التعاون الدولي في مجالات التصنيع والتكنولوجيا العسكرية"، مردفا: "يمكن القول إن هذا التوجه الاستراتيجي يعزز من قدرة المغرب على حماية مصالحه الحيوية، ويعزز دوره كفاعل إقليمي قادر على الإسهام في استقرار المنطقة ودعم جهود السلام والتنمية".
واختتم معتضد حديثه قائلا: "بشكل عام يمكنني القول إن اقتناء المغرب لطائرات KC-390 البرازيلية يعكس بوضوح الرؤية الإستراتيجية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، التي ترتكز على بناء جيش حديث ومتطور قادر على مواجهة التحديات المستقبلية وتأمين الاستقرار الوطني والإقليمي، و ذالك تماشيا مع رؤية الرباط السيادية في قطاعات الدفاع و الأمن".