ما يزال اللغط المثار حول مؤلف "صحيح البخاري نهاية أسطورة" لصاحبه رشيد أيلال، يثير الكثير من ردود الأفعال المتباينة، بعد أن قضت المحكمة الابتدائية بمراكش بمصادرة الكتاب اعتمادا على الملتمس الكتابي للنيابة العامة المستند على عدة فصول من القانون 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر وبرّرت هيئة المحكمة قرارها بكون الكتاب يمس بالأمن الروحي للمواطنين ويخالف الثوابت الدينية المتفق عليها. ودخلت جمعيات حقوقية على الخط بعد حجز نسخ الكتاب من مكتبة الآفاق بمراكش، من بينها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش بعد أن طرق الكاتب بابها وبهذا الخصوص أشار رشيد أيلال في تصريحه ل"الأيام 24" أن الكتاب لم يُصادر في المغرب ككل، بل تمت مصادرته في مكتبة واحدة في مراكش، قبل أن يقول: "أستغرب لهذا القرار من عدة نواحي، خاصة وأن الجهة التي طالبت بمصادرة الكتاب تتمثل في والي جهة مراكشآسفي المعفى وهو لا يمثل المجلس العلمي الأعلى أو وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية".
واعتبر أن قرار حجز كتاب "صحيح البخاري نهاية أسطورة"، لا مسوغ له ويثير الكثير من علامات الاستفهام، مشيرا إلى أن الكتاب، موضوع الجدل إن كان يمس بالأمن الروحي للمواطنين ينبغي حجزه من المكتبات ككل على الصعيد الوطني دون أن يقتصر الحجز على مكتبة بعينها.
وتقاسم استغرابه من البث وبشكل ماراثوني في الدعوى التي جرى تقديمها بين يدي القضاء ضد الكتاب، مؤكدا أن الحسم في الملف كان في اليوم نفسه بتاريخ السابع من شهر نونبر المنصرم بعد البث في الحكم عبر مراحل مجتمعة.
وأماط الكاتب رشيد أيلال، اللثام عن الخطوة التي ينوي القيام بها بعد حكم المحكمة الابتدائية بمراكش بحجز مؤلفه المثير للجدل من مكتبة بعينها، مضيفا: "سأطعن في الحكم وهو حكم غير نهائي أو شامل، بل مشمول بالنفاذ المعجل وستكون هذه الخطوة بعد تدارس الملف مع مجموعة من الجمعيات الحقوقية وأنا متيقن من أن القضاء سينصفني على اعتبار أن الكتاب لا يمس الثوابت الدينية، بل يسير في اتجاه الدفاع عن الدين وعن الرسول ويهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب".
وأوضح أن من يتشدق بالقول إن صحيح البخاري من الثوابت الدينية، يعارض قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، موضحا أن مجموعة من الشيوخ سبق لهم وأن انتقدوا أحاديث البخاري، من بينهم الشيخ الألباني وآخرين.
وتجدر الإشارة إلى أن كتاب "صحيح البخاري نهاية أسطورة"، أثار ضجة واسعة جعلت بعض المشايخ يطالبون بإحراقه بدعوى أنه يشكك في أحاديث النبوية ويضرب عمقها.