في الوقت الذي يسابق شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الزمن لتوسيع تجربة مؤسسات الريادة، لا تزال نسبة مهمة من الأقسام بالمدارس المغربية تعاني من الاكتظاظ بشكل مخيف. نتائج مؤشرات التربية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أكدت أنه على الرغم من التطور الحاصل على مدى السنوات الماضية فإن نسبة مهمة من الأقسام، خاصة في المدارس العمومية، يتجاوز عدد تلاميذها 40 وحتى 45 في الأسلاك الثلاثة.
ووفق ما أظهرته الوثيقة الرسمية، فإنه على مستوى السلك الابتدائي كانت نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 37 و40 تلميذا خلال الموسم الماضي تصل 9,1 في المائة، وترتفع النسبة في المجال الحضري إلى 16,4 في المائة وفقط 4,7 في المائة في القرى.
أما نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 41 و44 تلميذا فتقدر ب3,2 في المائة، وترتفع النسبة في المجال الحضري إلى 5,6 في المائة و1,8 في المائة بالمجال القروي، إضافة إلى أنه توجد أقسام يتراوح عدد التلاميذ بها ما بين 45 و50 تلميذا وتقدر نسبتها بواحد في المائة، فيما ترتفع إلى 1,7 في المائة بالحواضر، و0,5 في المائة بالقرى.
أما على مستوى السلك الإعدادي، فقد بلغت نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 37 و40 تلميذا إلى 31.9 في المائة، وترتفع النسبة بالمجال الحضري إلى 33.2 في المائة و29,9 في المائة بالقرى.
أما نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 41 و44 تلميذا فتصل إلى 16 في المائة، ونجد أن النسبة مرتفعة أكثر في المجال القروي لتصل إلى 16.3 في المائة و15,9 في المائة في المجال الحضري. أما نسبة الأقسام التي يتراوح عدد التلاميذ بها ما بين 45 و50 تلميذا، فتصل إلى 5,6 في المائة.
وعلى مستوى السلك التعليم الثانوي التأهيلي، فإن حصة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 37 و40 تلميذا كانت خلال الموسم الماضي 22,9 في المائة، فيما نسبة الأقسام التي يصل عدد تلاميذها ما بين 41 و44 تلميذا فتقدر ب10,6 في المائة، و2,8 في المائة هي نسبة الأقسام التي يتراوح عدد التلاميذ بها ما بين 45 و50 تلميذا.
ويرى متتبعون أنه كان حريا بوزارة التربية الوطنية توفير الشروط المطلوبة لتنزيل "مشروع الريادة"، خاصة ما يتعلق بالبنية التحتية ومعالجة إشكالية الاكتظاظ، على اعتبار أن غياب هذه الشروط الأساسية لهذا المشروع يهدد فرص نجاحه.
ولذا اعتبر العديد من الأساتذة في حديث ل"الأيام 24″، أنه كان من الأولى استثمار الأموال التي خُصصت لورش مدارس الريادة، في تعزيز البنية التحتية للمؤسسات التعليمية العمومية من خلال بناء مدارس جديدة، وبناء أقسام جديدة في المدارس التي تعرف اكتظاظا كبيرا، لضمان شروط نجاح هذا المشروع.
هذا، وأعلن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، أن أزيد من مليون تلميذ مغربي يستفيد خلال الموسم الجديد 2024/2025 من برنامج مدارس الريادة الذي انطلق العام الماضي مستهدفاً تلاميذ التعليم الابتدائي بنسبة 30 بالمائة.
وقال بنموسى، في ندوة صحافية بمناسبة الدخول المدرسي بداية شتنبر الجاري، إن مشروع مدارس الريادة استهدف الموسم الماضي 320 ألف تلميذ مغربي داخل 626 مؤسسة تعليمية، مشيراً إلى أن ما يفوق 7 بالمائة من تلاميذ التعليم الابتدائي استفادوا من البرنامج سواء على مستوى العالم القروي أو الحضري.
وذكر أن مواكبة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لهذا البرنامج، من خلال عملية لقياس أثره، بينت "نتائج جد إيجابية" داخل المدارس المستهدفة، أسهمت في إثراء تعلمات التلاميذ بفضل "تعبئة استثنائية بمشاركة كل المتدخلين، وبشكل أساسي الأساتذة والمفتشين والمديرين المشرفين على هذه الأقسام".
ولفت المتحدث إلى أن وزارته عملت على توسيع هذه التجربة للانتقال من 320 ألف تلميذ إلى مليون و300 ألف تلميذ، مؤكداً على أن 30 بالمائة من تلاميذ التعليم الابتدائي سيستفيدون من هذا البرنامج في الدخول المدرسي الحالي.
وشدد على أن هذه الخطوة بحاجة، في نفس الوقت، إلى تعبئة واسعة على مستوى الأساتذة والمفتشين والمؤطرين، بما في ذلك "استفادتهم من تكوين مستمر لمواكبة هذه العملية من أجل الوصول إلى نفس الأثر، وبنفس الجودة".
يذكر أن هذا المشروع يهدف، حسب وزارة التربية الوطني، إلى "رسم معالم المدرسة العمومية المنشودة وفق مقاربة تشاركية تستجيب لانتظارات التلاميذ وأسرهم والأطر التربوية"، من خلال "الرفع من جودة التعلمات الأساس والتحكم بها، وتنمية كفايات التلاميذ والحد من الهدر المدرسي، وتعزيز تفتح المتعلمين".