عقدت الجمعية المغربية لمدربي ومربي كرة القدم قبل أيام لقاء مع وسائل الإعلام بالمركب الثقافي للحي المحمدي كشفت خلاله عن هيكلة الجمعية وأهدافها للارتقاء بمستوى تكوين الأطر الوطنية المشتغلة في المجال الرياضي وكرة القدم بالتحديد. بلغ عدد المنخرطين في الجمعية لحد الساعة 120 في مختلف جهات داخل المغرب كما تملك ممثلين ومنخرطين في عدد من دول العالم كأمريكا وكندا وقطر وفرنسا وبريطانيا وتركيا والكويت منهم لاعبون دوليون سابقون. حددت الجمعية ثلاثة أهداف أساسية تسعى لبلوغها وتحقيقها، أولها وأهمها يكمن في المساهمة في إعادة تكوين المدربين والمشرفين على تدبير اللاعبين من مختلف الأعمار اعتبارا للتطورات المتعاقبة في هذا المجال حيث يتعين مواكبة جديد برامج التكوين ومسايرة الإيقاع خصوصا من خلال دمج التكنولوجيا كالذكاء الاصطناعي. ويتعلق الهدف الثاني بالدفاع عن مصالح المدربين وحقوقهم بلعب دور الوساطة بين الأطر التقنية الوطنية في مختلف الدرجات والأندية خصوصا مع تزايد حالات النزاع التي يصل بعضها إلى الفيفا فتضيع الكثير من الجهد والمال على الطرفين معا، لذلك ستسعى الجمعية إلى إيجاد حلول توافقية تراعي مصالح الجميع. أما الهدف الثاني فيكمن في الانفتاح على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واقتراح برامج إضافية مكملة لبرامج التكوين المعتمدة تساهم في الارتقاء بالمستوى المعرفي للأطر التقنية الوطنية. تهتم الجمعية بكل الجوانب المتعلقة بلعبة كرة القدم بالاعتماد على كافة المعارف في مجالات الاقتصاد الرياضي والتحضير البدني والنفسي والبرمجة التقنية والتكتيكية والتحليل التكتيكي من خلال ثلاثة أقطاب رئيسية: قطب التكوين، والقطب القانوني، وقطب الأبحاث. لا يتطلب الانخراط في الجمعية شروطا معينة أو مستوى دراسي معين فالهدف الأسمى يظل تطوير معارف الأطر التقنية وتزويدها بالمعطيات العلمية للرفع من مستوى التكوين والعمل القاعدي في مختلف الفئات العمرية. كما أن المبلغ الرمزي المحدد للاشتراك يتيح الاستفادة لجميع الفئات المعنية في حين أن المشرفين على فرق الأحياء معفيون من أداء مبالغ الاشتراك سعيا للارتقاء بالعمل الجمعوي الذي يعتبر الأساس في اكتشاف المواهب ورعايتها. فأخذا بعين الاعتبار المستوى المادي لمختلف المشتغلين في الأحياء فإن الانخراط في الجمعية والاستفادة من الدروس النظرية والتطبيقية سيكون مجانا. جل العاملين في مجال التدريب والتكوين الرياضي إن لم يكن كلهم جاهلين بكثير من الأسس العلمية والديداكتيتية والتربوية والنفسية الكفيلة بمساعدتهم على تشكيل شخصية اللاعبين خصوصا الصغار منهم، والجمعية كما جاء على لسان مكوناتها عازمة على سد الخصاص في هذا المجال. واعتبارا لكون الحصول على ديبلوم معترف يتطلب جهدا و وقتا ومالا فإن الجمعية تخطط لتنظيم دورات تدريبية تشمل دروسا نظرية وأخرى تطبيقية في مختلف جهات المملكة بالتنسيق مع ممثليها سعيا لتلقين مبادئ التدريب للمبتدئين وتزويدهم بآخر المعطيات والدروس المعمول بها في مختلف الاتحادات الرياضية الكبرى في أوروبا. في فرنسا لا يمكن الحصول على أدنى ديبلوم في مجال التدريب إلا بعد اجتياز عددا من الاختبارات ونيل شهادة الإسعاف مثلا، وقد يبدو الأمر غريبا لكنه يصبح ذا أهمية قصوى إذا علمنا أن الأطفال يمكن أن يتعرضوا لإصابات بسيطة تتحول إلى خطيرة أو مآسي في حالة الجهل بطريقة إنقاذهم أو التعامل معهم. ولكون حسن حرمة الله رئيس الجمعية حاصل على مختلف شواهد التدريب الأوروبية فلم يعرف بأهمية شهادة المسعفين إلا بعد سنوات حينما تمكن من إنقاذ أحد لاعبي أم صلال من الموت بعدما بلع زيتونة كادت نزهق روحه فاستنجد بمعارفه في مجال الإسعافات الأولية لإنقاذ اللاعب عندما كان مدربا للفريق القطري قبل سنوات. وسعيا لحسم الجدل المثار بخصوص موضوع الحصول على شهادات في ختام الدورات التكوينية أوضح حسن حرمة الله أن الجمعية لا يحق لها قانونا منح شواهد كما أنها لا تملك الصفة القانونية لتحقيق هذه الرغبة لكنها في المقابل تهتم بتجويد مستوى المدربين والمكونين بمدهم بآخر المعطيات والدروس الخاصة بكل درجة وكذا الطرق الحديثة في التدريب والتكوين والمعتمدة في أكبر الأندية العالمية مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر سيتي وغيرها. حرمة الله شدد على كون الجمعية لم تنشأ بهدف منافسة جمعيات موجودة أو الدخول في صراع على جامعة كرة القدم أو أي جهة معينة بل للعمل معها ومساندتها في الرقي بمستوى التكوين وفق برامج حديثة تراعي آخر التطورات المعرفية المتاحة في أرقى مدارس التكوين العالمية. يتولى رئاسة الجمعية الجديدة حسن حرمة الله السباعي بمشاركة مجموعة من اللاعبين الدوليين السابقين والمؤطرين والمدربين مثل عزيز بوعبيد أمين المال وحسن غويلة والوالي خير الكاتب العام ويونس كطايا وزكرياء بنعمر وحميدو الوركة وغيرهم داخل المغرب وخارجه.