كعادتها، و في إطار أنشطتها السنوية الرائدة، وبوسائلها الخاصة ودون أدنى مساعدة من أي طرف أو جهة، قامت جمعية شباب يعقوب المنصور لكرة القدم بوجدة، بزيارة ميدانية إلى أكاديمية محمد السادس نصره الله وأيده لكرة القدم بسلا الجديدة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 07 إلى 12 يناير 2011 بدعوة من مديرها الإطار الدولي والوطني السيد ناصر لاركيط، هذه الزيارة الناجحة التي استفاد منها ممارسي الجمعية رغم أنها تنتمي إلى فرق والجمعيات النشيطة بالأحياء الهامشية لمدينة وجدة، كما أن التحاق الممثلين الوحيدين للمدينة بالأكاديمية واللذان كانا نتاجا لهذه الجمعية الرائدة ومن نفس الأحياء التي تنشط بها والتابعة لنفوذ نشاطها جعل من هذه الزيارة إعترافا وتكريما لمجهوداتها الجبارة في تأطير مواهب هذه الأحياء بعاصمة المنطقة الشرقية . هذه الزيارة التي عرفت تنظيما محكما وغنى في البرامج الرياضية و الترفيهية لممارسي الجمعية والذين تجاوزوا الثلاثين طفلا وبرامج تكوينية لأطرها الأربعة فيما يخص الجانب التربوي والإداري. و كم كانت دهشة هؤلاء الصبية المستفيدين للعمل الدؤوب والكبير الذي يقوم به أطر الأكاديمية فيما يخص تكوين وصقل المواهب المحلية والمجلوبة من جميع ربوع الوطن بطرق محترفة وعلمية محضة بداخل هذا الصرح الرياضي الضخم الذي تم إنجازه وفقا للإرادة الملكية السامية وثمرة لسعيه في الدفع وتنمية الرياضة نحو الأفضل و بتمويل من طرف مجموعة من الفاعلين الإقتصاديين الخواص المغاربة . و الأكاديمية بمعناها ومفهومها العام والقانوني هي جمعية رياضية تندرج ضمن ظهير 1958 جمعية رياضية لا تستهدف المنفعة، ولهذا الغرض فإنها إنخرطت منذ الوهلة الأولى ضمن عصبة الغرب وأصبحت تشارك في كل المنافسات الخاصة بالفئات الصغرى إلى جانب انخراطها في بطولة النخبة لهذه الفئات وحاليا أصبحت تحتل الريادة فيها بكل جدارة واستحقاق. بفضل النظام المتبع بداخلها وخاصة أنه يرتكز على تكوين ثلاثي الأبعاد والأهداف تكوين: أولي- تربوي ومهني يتخذ فيه التكوين التربوي أبعادا أساسية مبنية على مبدأ الإحترام و الانضباط بحيث يعد عاملا جوهريا لكسب رهان التمدرس بفضل المجهودات الجبارة لمدرسي الأكاديمية من ذوي الكفاءة والخبرة . كما يعد مبدأ التقسيم المدروس للوسائل البيداغوجية أحد روافد النجاح المستمر بحيث يضم القطب المدرسي على أربعة أقسام استيعابية لا تتجاوز عشرة تلاميذ في الفصل و هو ما يمكن من تطبيق واعتماد برنامج دراسي ملائم وناجع و بتواز تام وكامل مع العطاء والمردود الرياضي. كما أن تخصيص حصص تدريبية مختلفة من أهم ركائز نجاح وإستقرار النتائج المحققة والمتوخاة في المستقبل القريب والبعيد على سواء..بحيث يخضع اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 15 سنة إلى تكوين أولي للمبادئ التقنية الأساسية لكرة القدم من مستوى عال ومحترف. أما التلاميذ اللاعبين الذين يبلغون ما بين 15 و 16 سنة فيخضعون لحصتين تدريبيتين في اليوم يعتمد فيه الجانب البسيكولوجي والبدني لهؤلاء و يراعى فيه أسس و مبادئ التوجيه التكتيكي. أما التلاميذ التي تتراوح مابين 16 و 18 سنة فإن العمل يرتكز بالأساس على إحكام الخطط التقنية الحديثة وتداريب عالية المستوى مستقاة من المدارس الرياضية العالمية المشهورة . و لقد بنيت الأكاديمية على مساحة بنحو 18 هكتار بسلا الجديدة، وهي تتألف من عدة أقطاب مختلفة تتيح إستقبال من 60 إلى 80 شابا سنويا هذه الأقطاب المبنية بطريقة تستهوي القلوب والعقول بحيث تم تصميمها وفقا للمعايير الدولية المعتمدة من طرف الإتحاد الدولي FIFA وعلى غرار مراكز التكوين المهنية الأوربية ذات الصيت العالمي بهدف تكوين رياضيين من مستوى عالمي يستجيب لمتطلبات البطولة الوطنية والمنتخبات الوطنية على الخصوص بل تسعى إلى تأسيس نموذج للتكوين في مجال كرة القدم بالمغرب من شأنه أن يخلق ديناميكية جديدة في مجال التكوين الرياضي على أسس علمية في بلادنا والتي تعرف فيه هذه الأخيرة تأخرا كبيرا شمل جميع الرياضات والاختصاصات . و يجري اختيار المستفيدين من التكوين بناءا على مؤهلاتهم التقنية والجسمانية بحيث تعد عملية التنقيب والتوجيه حجرة الزاوية للعمل التكويني الناجح للأكاديمية إلى جانب التأطير المكثف الذي يخضع له هؤلاء اللاعبين منذ بداية التحاقهم و خاصة تداريب يومية مدروسة و جادة. وبالموازاة مع ذلك ولأجل الحفاظ على فرصهم في الإندماج في الحياة العملية فيما بعد وفرت للتلاميذ الملتحقين بالأكاديمية فرص لمتابعة دراستهم في مختلف الشعب على غرار النظام المتبع من طرف الجهاز الوصي. و تنقسم الأكاديمية الملكية لكرة القدم إلى عدة أقطاب على غرار مثيلاتها من الأكاديميات العالمية المشهورة و منها: - قطب الإيواء : يضم 30 غرفة مزدوجة و 04 غرف فردية وعنبرين للنوم وفضاءات مشتركة للإستراحة و الترفيه (شاشات كبيرة للتلفزة-بيلاردوا-أنترنيت) وقاعة للأكل و مطبخا قادر على إستيعاب 100 شخص. - القطب البيداغوجي -المدرسي: يضم 10 قاعات للدرس و قاعة لتعليم اللغات الحية وقاعة للإعلاميات وأخرى مخصصة للأساتذة و المسؤول البيداغوجي. - القطب الطبي والرياضي : يضم قاعات للتمارين الرياضية و اللياقة البدنية و 04 مستودعات للملابس والعتاد مملوءة بالكامل بعدة أدوات حديثة خاصة بالتداريب والتأطير اليومي إلى جانب عيادة طبية ووحدة للتدليك الطبي وإعادة التأهيل وحوضا للترويض الطبي بالماء وعدة أجهزة طبية وتقنية من آخر المستجدات في عالم المراقبة والوقاية للاعبي كرة القدم . - القطب التقني : يضم 05 ملاعب لكرة القدم مساحة كل واحدة منها 105 متر - ملعب واحد بالعشب الطبيعي و ملعب بأرضية صلبة و 03 ملاعب بالعشب الإصطناعي و نصف ملعب بالعشب الإصطناعي مجهز بالإنارة ومربعا للتدريب مخصصا لحراس المرمى . - القطب الإداري : يضم القطب الإداري مكاتب مخصصة للمسؤولين والمدربين بالمركز وقاعة متعددة الإستعمالات والإختصاصات سعتها 100 شخص (محاضرات - حلقات دراسية - عرض شرائط مسجلة - و مسجد) كما تم إنشاء مؤخرا مدرسة ترفيهية خاصة بالأطفال من 6 إلى 12 سنة على مساحة متوسطة تبلغ 03 هكتارات..وتختلف أهدافها عن أهداف الأكاديمية فهي ترمي أساسا إلى توفير إطار ملائم و شروط الراحة والسلامة القصويين لفائدة الأولياء الذين يرغبون في تلقين أصول لعبة كرة القدم لأبنائهم..وتضم هذه المدرسة التي مدخلها مستقل عن مدخل الأكاديمية على ملعبين لكرة القدم بأرضية إصطناعية و 08 مستودعات للملابس وفضاء للإستقبال ومقهى وتتسع المدرسة لإستقبال 200 طفل في كل حصة تدريبية وهي مدرسة ملحقة خاصة تفتح أبوابها و خدماتها لجميع الفئات مقابل واجب شهري وسنوي في المتناول . ويسهر على تكوين التلاميذ اللاعبين بالأكاديمية طاقم متنوع يتكون من أربعة مؤطرين تقنيين في كرة القدم وخمسة عشرة أستاذا، إلى جانب طاقم طبي مختص في الطب الرياضي يتكون من طبيب وخبير في الترويض و ممرضة . و لقد كان الفضل لإلتحاق السريع للدفعة الأولى من الرياضيين المتفوقين من جميع ربوع المملكة للإطار العالمي السيد ناصر لاركيط الذي تم تكليفه منذ يوليوز 2007 بإعداد تصور شامل وكامل، وكذا ضبط هذه الإستراتيجية في اختيار لاعبي المستقبل والمكونين العاملين حاليا بالأكاديمية، حيث سبق لناصر لاركيط أن شغل منصب مدير مراكز التكوين لحساب فرق فرنسية عدة أبرزها: ستراسبورغ - وكان و لوهافر...على مدى 25 سنة حيث يتوفر هذا الإطار الوطني الكبير على عدد من الشهادات الفيدرالية الفرنسية المعترف بها عالميا و خاصة : دبلوم في التدريب و التكوين (FC) و دبلوم مدرب محترف في كرة القدم (DEPF) ودبلوم خاص بالإعداد الجسماني (DPP)كما أن اختياره على قمة هذا الهرم الرياضي نظرا لكفاءته في مجال التكوين وكذا لرغبة القوية في وضع تجربته التي راكمها بالخارج رهن إشارة بلده حبا لها و لوطنيته المعروف بها . بالإضافة إلى هذا الكم الهائل من الأطر المتمرسة و الكفاءات الكبيرة يعد محمد منير الماجيدي (الكاتب الخاص لصاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس نصره الله و أيده) رئيس المجلس الإداري للأكاديمية الملكية في حين يتولى المسؤوليات الإدارية - المالية والتسويقية امحمد الزغاري العضو السابق في الجمعية المكلفة سابقا بإعداد ملف ترشيح المغرب لكأس العالم 2010، وهو حاصل على دبلوم من المدرسة العليا للعلوم الإقتصادية والتجارية من باريس ولديه خبرة ومعرفة ميدانية في تسيير المنشآت الرياضية. و لقد أصبحت حاليا الأكاديمية الملكية تفرز أول ثمارها وخاصة في دعم الفرق الوطنية بنسب كبيرة وذات جودة (المغرب التطواني-فرق الرباط- المنتخبات الوطنية...) كما أصبحت تحتل الريادة على الصعيد الإفريقي و العربي رغم حداثة تشييدها بل أصبحت تنافس كبريات الأكاديميات العالمية بشكل حقيقي و بارز . و كم كانت دهشة هؤلاء المستفيدين من أطفال الجمعية لما حملته لهم هذه الزيارة الميدانية لهذا الصرح الرياضي الكبير من مفاجآت و إعتزاز كما وقفت إحتراما وإجلالا للعمل الدؤوب والكبير التي يقوم به أطر الأكاديمية فيما يخص تكوين و صقل المواهب المحلية والمجلوبة من جميع ربوع الوطن بطرق محترفة وعلمية لا مثيل لها في المدارس الرياضية بوجدة..و مستوى التكوين العالمي لهذه الأطر وكذا سهرهم على حسن سير البرامج اليومية المسطرة بطرق لا تعرف الملل أو الكلل و بشكل علمي دقيق وحديث . كما وقفت على مدى نجاح البرامج التكوينية والدراسية التي يخضع لها المستفيدين و كذا نجاعة الإستراتيجيات التكوينية المتبعة والتي أتقن و تفنن الإطار الوطني السيد ناصر لاركيط من رسم معالمها إلى جانب الأطر التي تحت إمرته و بالتالي تكوين فريق منسجم من عدة كفاءات مجلوبة من داخل وخارج الوطن المتشبعين بأحدث طرق التداريب وحسن التدبير والتسيير جعلوا من هذه الأكاديمية تحتفظ بمعاييرها الدولية وتنفرد بالتكوين الأكاديمي الحقيقي والكمال فيما يخص التسلسل الإداري دون أدنى فوضى أو تداخل في الإختصاصات..إلى جانب ما تتوفر عليه الأكاديمية من إمكانيات ومرافق من الطراز العالمي من ملاعب وقاعات للمطالعة والترفيه وعنابر مفروشة لإيواء جل اللاعبين بشكل مريح و مزودة بجميع اللوازم الضروري بشكل منظم و مرتب دون إحساس بأدنى نقص إلى جانب ذلك خضوع هؤلاء اللاعبين المتميزين لتغذية علمية مقننة يسهر عليها طباخون من الدرجة العالية من التكوين والتجربة تواكب تكون اللاعبين و حاجياتهم. هذه الحوافز و المؤهلات الموفرة والمكتسبة جعلت من فرق الأكاديمية تسطع في سماء العطاء والنتائج الباهرة، حيث أصبحت تستولي على جميع الدوريات والبطولات التي تشارك فيها وحاليا تحتل فرقها ريادة سلم الترتيب في بطولة النخبة الوطنية للفئات الصغرى وهي مدعوة خلال صيف هذه السنة للدفاع عن لقبها الدولي التي حازت عليه السنة الفارطة بوجدة. و لقد إستفادت الجمعية الزائرة من الإقامة بالأكاديمية وسط هؤلاء اللاعبين أبطال الغد المشرق لهذه الرياضة الأكثر شعبية ببلدنا هذه المواهب التي تأكدت الجمعية أنها اختيرت بطرق لم تخضع أبدا للمحسوبية والزبونية على عكس ما تعرفه الفرق الوطنية الأخرى، بل تيقنت أنها تستقطب فقط إلا ذوي المواهب النادرة وممن يلتزمون كامل الإلتزام بالقوانين الداخلية والخارجية للأكاديمية في توازي و توازن تام ما بين متطلبات ما هو رياضي و دراسي. كما كانت هذه الزيارة فرصة لإجراء عدة مقابلات في كرة القدم للفئات الصغرى والتعارف ما بين فرق الجمعية ومثيلاتها من فرق الأكاديمية المليئة بالمواهب التي ستكون في الغد القريب لاعبين من الطراز الكبير و التي ستكون اللبنة الأولى لمنتخبات وطنية قوية وتفرز لاعبين أبانت على مستوى رفيع وإنضباط لا مثيل له والذي هو بمثابة عبرة للفرق الوطنية والمحلية خاصة لمن يتوق الولوج إلى عالم الإحتراف الحقيقي دون زيف أو تدليس. و لقد إستفادت الجمعية الزائرة على العموم بإستقبال حار من طرف جميع أطر ومكونات الأكاديمية وعلى رأسها السيد ناصر لاركيط الذي أبان تجاوبا و انشغالا كبيرا بالدفع بالعمل الجمعوي الهادف وخاصة إستقباله لأحد الجمعيات التي تنشط بالأحياء الهامشية والمدارية لعاصمة الشرق و كذا تكريما منه لها لمعرفته المسبقة لنتائجها الباهرة في أعمالها الإنسانية و الرياضية و خاصة أنه كان من بين الحاضرين في حفل تسليمها للكأس الغالية للدورة الدولية الثانية لمدينة وجدة صيف 2008 و نظرا لما حققته الجمعية الزائرة خلال هذه السنة وخاصة فوزها بكأس المدينة للفئات الصغرى التي نظمتها الشبيبة والرياضة والجماعة الحضرية بوجدة إلى جانب فوزها بكأسي دوريات المسيرة الخضراء المنظمة بوجدة خلال هذه السنة وعدة دوريات خاصة بالجمعيات النشيطة بالأحياء المدارية . و لقد توفرت جميع ظروف نجاح هذه الزيارة التي إستمتع بها الأطفال المستفيدون الذي جلهم من الأحياء الفقيرة بالمدينة وكانت حافزا مشجعا من أجل العمل على كسب القدرات المهارية والتقنية من أجل الإلتحاق بهذه المؤسسة الرياضية العالمية، بل وجدت الجمعية إلحاح السيد ناصر لاركيط على تكرار مثل هذه الزيارات من أجل الإدماج الحقيقي لهؤلاء الأطفال وفتح الآفاق من أجل إشراكهم الفعلي في أي تنمية رياضية منشودة تكليفا وتشريفا تفكر جليا على المواظبة عليه سنويا. و في نهاية الزيارة الناجحة تأكد لجميع المستفيدين أن أكاديمية محمد السادس نصره الله و أيده لكرة القدم بسلا أصبحت حاليا ترسم طريقا جديدا للنجاح والتفوق الرياضي التي سيجني بلدنا ثماره في الأمد القريب و البعيد لهذا النوع الرياضي الأكثر شعبية..نظرا للعمل الجبار الذي يقوم به أطرها و نظرا لوجودها بين أيادي آمنة ومكدة تعمل بعيدة عن الأضواء بشكل إحترافي تستحق أن تكون على رأس هرم تسييرها..ولعل هذا الإنفتاح على الجمعيات و الفرق بشتى أشكالها على عكس فرق والمدارس الرياضية المحلية بمثابة درس يمكن الإستفادة منه وذلك للدفع بعجلة الرياضة المحلية ومواكبتها مع نظم الإحتراف التي أصبحت كرة القدم الوطنية حاليا تنخرط فيها و تدعو لتطبيقها بشكل ملح و سريع مع الإلتزام بجميع القوانين وخاصة دفتر التحملات..كما أن وجود هذا الكم الهائل من ذوي الخبرة و الكفاءة بالأكاديمية الملكية يحتم على أصحاب القرار عدم إغفال إشراكهم في إتخاذ القرارات الكبرى للسياسة الرياضية ببلدنا لتعود إلى السكة الصحيحة . و تجدر الإشارة أن هذه الزيارة الناجحة توجت باختيار عدة عناصر (جبوري-حدادي-عباسي-جرملي..إلخ) من الجمعية للخضوع للإختبارات الجاري بها العمل من أجل إلتحاقها السنة المقبلة بالأكاديمية الرائدة و التي هي مفخرة يعتز به كل المغاربة.