بمجرد إعلان وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن تسجيل أول حالة مؤكدة بمرض جدري القردة في المغرب وحصر لائحة جميع المخالطين للمصاب لمنع تفشي الفيروس، تطّل مجموعة من التساؤلات التي تبحث عن إجابات شافية تخص أساسا نظام الرصد والتتبع والرقابة الصحية، إضافة إلى تساؤلات أخرى ترفع سقف الخوف من انتشار هذا المرض المعروف ب "إم بوكس".
وفي هذا الإطار، أكد مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريحه ل"الأيام 24″ أنّ تسجيل أول حالة مؤكدة بمرض جدري القردة في المغرب وتحديدا بمدينة مراكش، أعلنت عنه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في إطار تواصلها مع المغاربة لإخبارهم بمستجدات الوضع الوبائي قبل أن يقول: "وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ولجنة اليقظة وجميع المصالح، رصدت هذه الحالة والحالة الوبائية مطمئنة".
وأضاف عفيف: "الحمد لله مع لجنة اليقظة الصحية والمختبرات التي تقوم بتتبع هذه الحالات، ننصح المغاربة بأن يلتزموا باليقظة، خاصة وأنّ فصل الخريف والشتاء يعرف تكاثر الفيروسات، كما ننصحهم بغسل اليدين والحرص على النظافة الشخصية ومن كان مريضا فليضع كمّامة خوفا من أن تنتقل العدوى إلى شخص آخر، خصوصا الرضع والمسنّين".
وفي سؤالنا حول ما إذا كان علاج جدري القردة بالأدوية أو اللقاحات، أجاب بوجود لقاح خاص بالمرض إلى جانب مضادات حيوية يصفها الطبيب للمريض، وهو يشير إلى ضرورة عدم الخلط بين جدري الماء المعروف بالعامية باسم "بوشويكة" وجدري القردة، لأنّ الأول يصيب الصغار والثاني يصيب الكبار بشكل أكبر.
وأوضح عفيف، في الآن نفسه أنّ جدري الماء يحتاج عشرة أيام للتعافي، في حين يحتاج جدري القردة إلى أربعة أسابيع للعلاج قبل أن يقف عند ضرورة الالتزام بالمسائل الوقائية عندما يتعلق الأمر بالفيروسات.
وعن خطورة المرض، أفصح بالقول إنّ المغرب عاش هلعا مع "كوفيد 19" ولا يمكن بث الخوف في نفوس المغاربة، فلا خطورة وليس هناك ما يدعو للقلق، يردف شارحا، وهو يبسط جملة من المعطيات ويتقاسم تتبع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومختلف المؤسسات الأمنية للوضع عن كثب، ما عجّل على حد تعبيره برصد أول حالة مؤكدة مصابة بجدري القردة بالمغرب دون تغييبه تحرّك منظمة الصحة العالمية بتوفيرها اللقاحات للبلدان المتضررة.
وإن تساءل البعض: "هل تُمنع القُبل ويُمنع العناق بعد رصد أول حالة مؤكدة بجدري القردة؟"، يرى مولاي سعيد عفيف أنّ الفتنة أشد من القتل ولا يمكن جعل المغاربة يعيشون السيناريو ذاته الذي عاشوه في "كورونا"، فالتبعات النفسية لهذا الأخير كانت أكثر من التبعات الجسيمة، يضيف قائلا.
وعرج على ما أسماه ب "العمل الجبّار" الذي تقوم به وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن طريق نظام الرصد والتتبع والرقابة الصحية وكذا اجتماع لجنة اليقظة وتفعيل آليات التتبع في إحالة منه على نظام اليقظة والمراقبة والبروتوكول الخاص بمرض جدري القردة وحرص وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على الإبلاغ عن أن أي مستجد لطمأنة المواطنين والمواطنات بكل شفافية.