في جو من الحزن والأسى وفي ساعة متأخرة من الليل وتحديدا في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، جرى دفن ضحايا فيضانات طاطا بمقبرة أكرض التابعة للجماعة الترابية تمنارت بعد السيول الجارفة التي ضربت تلك الرقعة الجغرافية في الثامن من الشهر الجاري وأتت على الأخضر واليابس بالمنطقة. مصادر محلية من عين المكان، حضرت مراسيم تشييع جثامين الضحايا، كشفت في حديثها ل "الأيام 24" حقائق مبكية ومؤلمة في الآن ذاته قبل وأثناء دفن ضحايا الفيضانات بحضور عائلاتهم وأقاربهم بعد أن قال القدر كلمته الأخيرة.
وحرصت الجهات المعنية، تقول المصادر ذاتها، أن يكون الدفن في جنح الليل والناس نيام بعد أن عُهد إلى مكلفين بحفر القبور وتجهيزها استعدادا لعملية الدفن وسط أجواء طبعها الحزن والفقد والألم بعد أن كان الانتظار والترقب سيّد الموقف.
وأضافت مصادرنا بالقول إنّ عملية الدفن الجماعي للضحايا سبقها انتشال الجثث وإيداعها بمستودع الأموات قبل أن يتم دفنها بشكل جماعي بعد ساعات على انتشال جثة امرأة بعد أن كانت يدها بارزة فوق الأرض بشكل جلي.
جثة الهالكة، رآها شهود عيان قبل أن يباشروا أعمال الحفر ليجدوها مردومة تحت التراب وبعدها قاموا بانتشالها بواسطة جرافة في حدود الساعة الرابعة من مساء أمس الثلاثاء، تضيف مصادرنا، إلى أن وُري جثمانها الثرى إلى حانب الجثامين الأخرى.
وقبل الدفن الذي عرف حضور السلطات بمختلف تفرعاتها، إضافة إلى القوات المساعدة ومسؤولين من الجماعة والقيادة والعمالة، جرى استقدام الجثث من مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لطاطا بعد أن مكثت هناك لمدة يومين أو ثلاثة، علما أنّ المستشفى يبعد عن مكان الدفن ب 166 كيلومترا، تشرح مصادرنا.