Reutersريبيكا تشيبتيجي أثناء منافستها في ماراثون بودابست عام 2023 أثار مقتل العداءة الأوغندية، ريبيكا تشيبتيجي، حالة حزن شديدة ومشاعر إحباط في محيط الأصدقاء والعائلة، فضلا عن مخاوف في مجتمع ألعاب القوى في شرق أفريقيا. وكانت الرياضية التي تبلغ من العمر 33 عاما، وهي أم لطفلتين، قد توفيت صباح الخميس بعد إصابتها بحروق شديدة، على إثر سكب صديقها السابق البنزين عليها، ثم أشعل النار فيها يوم الأحد خارج منزلها في شمال غربي كينيا. ووقفت والدتها، أنييس تشيبتيجي، خارج المستشفى الذي توفيت فيه ابنتها للحديث إلى الصحفيين، وهي في حالة انهيار شديدة لدرجة أنها لم تتمكن إلا من الثناء على ابنتها التي وصفتها بأنها طيبة القلب و"طفلة جيدة". كما انهارت شقيقتها فيوليت، وقالت: "أنا في ألم ولكننا نترك الأمر بيد الله". * ماذا نعرف عن "كآبة ما بعد الأولمبياد"؟ كانت تشيبتيجي عائدة من الكنيسة عندما اعتدى عليها عشيقها السابق، ديكسون نديما مارانغاش، حسبما قالت الشرطة، كما شاهدت ابنتاها الحادث وحاولتا التدخل. وبالنسبة لجميع من أشادوا بها، فإنهم يقولون إن تشيبتيجي كانت تتميز بكرم شديد. وتحدث الرياضي جيمس كيروا، الذي كان يشارك تشيبتيجي في التدريب أحيانا، لبي بي سي بعد ساعات من وفاتها، وأشاد بها كرياضية متمرسة ووصفها باللطيفة مع زملائها في الفريق داخل مضمار السباق. وقال الرياضي الأوغندي: "كانت شخصية ودودة للغاية، كانت مفيدة دائما وتساعدنا جميعا، حتى في الأمور المالية. أحضرت لي حذاء تدريب بعد عودتها من أولمبياد (باريس)". Reutersقالت والدة العداءة إن ابنتها طيبة القلب ولا تضايق أحدا نافست تشيبتيجي في العاصمة الفرنسية في الماراثون الأولمبي، وحققت المركز ال 44 بزمن قدره ساعتان و32 دقيقة و14 ثانية. وبالمقارنة بأداء العدائين الآخرين في المنطقة، حققت نجاحا متواضعا. ولكن كسب المال ليس بالضرورة بالفوز بميداليات، إذ كانت الرياضية ترعى أسرتها من الأموال التي تحصل عليها من المشاركة في السباقات. ففي سن 19 عاما، مثّلت أوغندا لأول مرة في سباق تحت 20 عاما في بطولة العالم لاختراق الضاحية عام 2010. وانتقلت بعد ذلك إلى المشاركة في سباقات العدو على الطرق لمسافات طويلة، وحققت نجاحا في وقت لاحق خلال مسيرتها الرياضية. وكان فوزها الأكثر شهرة خلال مشاركتها في سباق الجبل صعودا وهبوطا في بطولة العالم للعدو الجبلي، والعدو على الطرق الوعرة عام 2022 في شيانغ ماي، في تايلاند. وشاركت لأول مرة في سباق الماراثون في عام 2021 وسجلت أفضل رقم شخصي لها وهو ساعتان و22 دقيقة و47 ثانية في العام التالي، ما جعلها ثاني أسرع عداءة أوغندية على الإطلاق. * هل سيغيّر النقاش حول الجندر مستقبل المنافسات الرياضية؟ وخلال معظم مسيرتها الرياضية في العدو، كانت تشيبتيجي أيضا عضوة في الجيش الأوغندي، وحصلت على رتبة عريف. وينضم الرياضيون في شرق أفريقيا غالبا إلى جيش بلادهم للحصول على الدعم المالي، والحصول على فرصة للتدريب في مضمار السباق بدلا من الخدمة في الميدان. ولا يُعرف الكثير عن ظروف انضمام تشيبتيجي إلى قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، لكنها كانت عضوة في نادي ألعاب القوى، ومثّلت بلدها في سباقات المضمار في الألعاب العسكرية العالمية في ريو دي جانيرو، في البرازيل، عام 2011. ونظرا لخبرتها على امتداد نحو 14 عاما في المشاركة في منافسات دولية، قال كيروا إنه كان يعتبرها بمثابة شقيقته الكبرى، يلجأ إليها للحصول على دعمها. وقال: "عندما بدأت (مسيرتي الرياضية) أول مرة، كنت على وشك اليأس لأن الأمر كان صعبا للغاية، لكنها أخبرتني أنه يجب أن أواصل بمثابرة". Reutersقال والد العداءة، جوزيف تشيبتيجي، إن ابنته ساعدت في إعالة الأسرة وكانت تشيبتيجي قد انتقلت إلى كينيا لتكون على مقربة من مراكز تدريب ألعاب القوى الشهيرة في البلاد، الواقعة في منطقة تحد منطقتها الأصلية في أوغندا. وقالت الرياضية الأوغندية، إيماكيوليت شيموتاي، التي كانت تزور تشيبتيجي في المستشفى مع آخرين مثل كيروا، إنها كانت تأمل أن تنجو صديقتها لأنها تحسنت بحلول مساء الأربعاء "وتحسن تنفسها نسبيا". وأضافت لبي بي سي: "في الصباح تلقيت مكالمة هاتفية وأخبرنا الطبيب أننا فقدناها. إنه لأمر محزن حقا، كانت ريبيكا طيبة للغاية معنا. كانت لطيفة للغاية... شخص طيب". وقالت شيموتاي: "إنها تحب عائلتها كثيرا، خصوصا الفتيات، كانت أحيانا تدعمنا إذا احتجنا إلى قرض أو شيء من هذا القبيل، كنت أستطيع أن أطلب منها ما أحتاجه، وكانت تعطينا". وأكد والدها جوزيف تشيبتيجي ذلك عندما قال: "فقدنا معيلنا"، وأضاف أنه يشعر الآن بقلق بشأن تعليم ابنتيها بدون والدتهما ودعمهما. كما يظهر تأثير وفاتها خارج محيط أسرتها وأصدقائها المقربين. ويعتبر البعض أن الحادث يندرج ضمن نطاق أوسع من العنف ضد النساء في المنطقة، في ظل عدم توافر حماية للرياضيين المتميزين ومكانتهم. * لماذا أشارك في الأولمبياد بينما يموت الناس في بلدي؟ وقالت العداءة الكينية ميلكاه تشيموس شيوا: "أستطيع أن أقول إننا في حالة صدمة حتى الآن، نحن في ألم، وخاصة كرياضيين، من هذا الشيء الذي يحدث في كينيا، هذه هي المرة (الأخرى) التي يتعرض فيها رياضي لاعتداء ... لذلك لسنا سعداء". ففي عام 2021، طُعنت حاملة الرقم القياسي العالمي أنييس تيروب وتوفيت على إثر ذلك، وبعد ستة أشهر خُنقت الرياضية داماريس موتوا، وحددت السلطات شركائهما كمشتبه بهم رئيسيين في الحادثتين. وقالت منظمة ملائكة تيروب، التي تأسست في أعقاب مقتل تيروب، "نحث الجمهور والهيئات الرياضية والحكومة على الاتحاد من أجل اتخاذ خطوات ذات مغزى تفضي إلى حماية النساء والفتيات، وضمان عدم وفاة أخريات". وقال سيباستيان كو، رئيس الهيئة الحاكمة العالمية لألعاب القوى، إن منظمته ستعمل مع منظمات أخرى لمعرفة كيف يمكن حماية الرياضيات بشكل أفضل، والتصدي لجميع أنواع الاعتداءات". كما أعرب عن حزنه بسبب وفاة الرياضية، وقال إنه كان "لديها الكثير لتقدمه". وبالنسبة لكيروا، فإن وفاة تشيبتيجي تمثل خسارة شخصية فادحة، وقال إنه ألغى مشاركته في ماراثون مدينة نيروبي يوم الأحد بسبب حزنه الشديد، وإنه "ليس في حالة نفسية جيدة". * إيمان خليف تنتصر على التنمر بالذهبية في أولمبياد باريس * أنطونيو ريبولو: من شلل الأطفال إلى الأولمبياد * كيف منح الضغط الشعبي كيليا نمور ميدالية ذهبية تاريخية في الأولمبياد؟