بعث الملك محمد السادس رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى فرنسا من أجل تمثيله في حفل تخليد الذكرى الثمانين لإنزال بروفانس، الذي أقيم اليوم الخميس ببلدية سان رافاييل الواقعة في جنوب شرق البلاد.
واستقبل رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش بالمقبرة الوطنية ل"بولوريس" بسان رافاييل، حيث تبادلا أطراف الحديث، بحضور سفيرة المغرب بباريس، سميرة سيطايل.
ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين أخنوش وماكرون عقب الموقف الجديد الذي أعلن عنه الأخير بخصوص نزاع الصحراء والمعبر عنه في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس تزامنا مع الذكرى الفضية لاعتلائه العرش في ال30 من شهر يوليوز الفائت.
وفي تلك الرسالة التي كشف الديوان الملكي عن مضمونها من خلال بيان، فقد حملت اعترافا فرنسيا صريحا، ولأول مرة، بسيادة المغرب على صحرائه، المستعمرة الإسبانية السابقة، حيث اعتبرت باريس أن "حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية".
وشددت رسالة ماكرون عل أنه "بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية. وإن دعمنا لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 واضح وثابت"، وهو الموقف الذي أثار حنق الجارة الشرقية للمملكة، التي سارعت إلى سحب سفيرها لدى فرنسا، مع التهديد باتخاذ إجراءات تصعيدية للرد على هذا الموقف الذي اعتبرته "خطيرا".
وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قد كشف أن ماكرون أخبر نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، بقرار بلاده دعم مغربية الصحراء، خلال لقائهما بمدينة باري الإيطالية، على هامش قمة مجموعة السبع، وهو ما يعني أن قصر "الإليزيه" كان قد حسم موقفه من النزاع المفتعل حول مغربية قبل 13 يونيو الفارط، أي منذ ما يزيد عن شهر ونصف.
ونقل عطاف أن تبون اعتبر في رده على ماكرون أن "الموقف الفرنسي الجديد ليس مجرد استنساخ للمواقف السابقة المعلن عنها، بل يتجاوزها بكثير، حيث إنه يركز على حصرية خطة الحكم الذاتي كقاعدة لحل النزاع القائم في الصحراء الغربية، وأنه يعترف اعتراف صريحا بما يسمى مغربية الصحراء الغربية، ويُدرج حاضر ومستقبلها تحت السيادة المغربية"، وفق ما جاء على لسان المسؤول الجزائري.