قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إن بلاده اتخذت قرارات فورية وأخرى في طريقها للتطبيق ردا على اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على الصحراء. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة للعاهل المغربي الملك محمد السادس يوم الثلاثاء دعمه ل"مخطط المغرب للحكم الذاتي للصحراء المغربية" ووصفه بأنه "الأساس الوحيد" لحل النزاع. وردا على ذلك، قررت الجزائر سحب سفيرها لدى فرنسا بأثر فوري عقب إقدام السلطات الفرنسية على الاعتراف بالموقف المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل للنزاع. وقالت الخارجية الجزائرية في بيان: "لقد أقدمت الحكومة الفرنسية على إعلان تأييدها القطعي والصريح للواقع الاستعماري المفروض فرضا في إقليم الصحراء الغربية، إن هذه الخطوة التي لم تقدم عليها أي حكومة فرنسية سابقة قد تمت من قبل الحكومة الحالية باستخفاف واستهتار كبيرين دون أي تقييم متبصر للعواقب التي تنجر عنها". وشدد البيان على أنه "وباعترافها بالمخطط المغربي للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية المزعومة، فإن الحكومة الفرنسية تنتهك الشرعية الدولية وتتنكر لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتناقض كل الجهود الحثيثة والدؤوبة التي تبذلها الأممالمتحدة بهدف استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، فضلا عن كونها تتنصل من المسؤوليات الخاصة التي تترتب عن عضويتها الدائمة بمجلس الأمن الأممي". وتبعا لذلك، قررت الحكومة الجزائرية سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية بأثر فوري على أن يتولى مسؤولية التمثيل الدبلوماسي الجزائري في فرنسا قائم بالأعمال". كما أعرب مكتب مجلس الأمة الجزائري برئاسة صالح قوجيل، عن إدانته وعميق قلقه وفائق استنكاره لقرار الحكومة الفرنسية تجاه "قضية الصحراء الغربية"، معتبرا إياه "انحرافا ومجازفة غير مضمونة". هذا، وأعلن الديوان الملكي المغربي أن ماكرون أبلغ العاهل محمد السادس في رسالة أنه "يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية"، وأن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب "يشكل، من الآن فصاعدا، الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". وأضاف ماكرون في رسالته: "بالنسبة لفرنسا، فإن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية"، مؤكدا أن دعم فرنسا لهذا المخطط "واضح وثابت".