Getty Images لم يكن يعلم محمد أبو القمصان عند خروجه لاستلام شهادة ميلاد توأمه آسر وآيسل اللذين وُلدا قبل أربعة أيام، أنه سيعود ليجدهما جثثاً هامدة مع والدتهما في منزلهم في دير البلح بعدما تعرض المنزل لقصف إسرائيلي أودى بحياة العائلة الصغيرة. "لا أعرف ما الذي حدث، أخبروني أن قذيفة أصابت المنزل." يقول محمد وهو في حالة ذهول. "لم يمهلني الوقت لأحتفل بمولدهما". أسرة محمد امتثلت لأوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي ونزحت عن مدينة غزة في الأسابيع الأولى من الحرب وبحثت لها عن مأوى في منطقة أخرى. طفلا محمد ليسا الوحيدين اللذين وُلدا وقُتلا في الحرب، حيث تقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن 115 رضيعاً ولدوا ثم قُتلوا أثناء القتال الجاري منذ السابع من أكتوبر الماضي. طلبت بي بي سي من الجيش الإسرائيلي التعليق على القصف، وتنتظر الرد. وتقول إسرائيل في العادة، إنها تحاول تجنب إيذاء المدنيين وتلقي باللوم في مقتلهم على حماس، "التي تقوم بعملياتها في مناطق سكنية كثيفة، بما في ذلك استخدام المباني المدنية كملاجئ". وتعرضت العديد من أماكن الإيواء في غزة للهجوم في الأسابيع القليلة الماضية. منها الهجوم الأخير على مدرسة التابعين في حي الدرج شرق مدينة غزة، والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 فلسطيني فجر السبت الماضي. برر الجيش الإسرائيلي هذه الغارة بأنها استهدفت "منشأة عسكرية نشطة لحماس والجهاد الإسلامي"، وهو ما نفته حماس. وشككت إسرائيل في عدد القتلى، ولم تتمكن بي بي سي من التحقق بشكل مستقل من الأرقام من أي من الجانبين. على مواقع التواصل، تفاعل المتابعون على عدة منصات مع الفيديو الذي يظهر فيه محمد أبو القمصان حينما ذهب لاستلام جثة زوجته وطفليه من مستشفى شهداء الأقصى. كما شارك البعض صوراً للرضيعين قبل مقتلهما، في منشور كانت تحتفل فيه الأم بولادتهما في العاشر من آب أغسطس الجاري. وذكرت الأممالمتحدة في تقرير صدر في مارس آذار الماضي إن "عدد القتلى الأطفال في غزة خلال 4 أشهر يفوق العدد المسجل خلال 4 سنوات من الحروب في أنحاء العالم". وعند إصدار التقرير وصف المفوض العام للأونروا الحرب في غزة بأنها "حرب على الأطفال وعلى طفولتهم ومستقبلهم"، وجدد دعواته المتكررة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية من أجلهم. * تنديد واسع بقصف مدرسة "التابعين" شرق غزة، وإسرائيل تقول إنها قتلت عناصر من حماس خلال الضربة * "لماذا يخشى الباحثون أن يصل عدد القتلى في غزة إلى 186 ألفا؟" - في الغارديان * رحلة أطفال غزة المستحيلة للحصول على غذاء