EPA قبل أقل من أربعة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وجدت نائبة الرئيس كامالا هاريس نفسها في موقف صعب. فمع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيُنهي حملته الانتخابية ويمنح دعمه لنائبته، وصلت هاريس أخيرا إلى المنصب الذي طالما سعت إليه وهو قمة التذكرة الديمقراطية، وربما الرئاسة. وكانت كامالا هاريس، بين أكثر المدافعين عن أدائه في المناظرة التي جرت بينه وبين دونالد ترامب، في محاولة لطمأنة الديمقراطيين على أنّ مرشحهم لا يزال يمثل الاختيار الصائب للمنافسة في انتخابات الرئاسة المزمعة في نونبر المقبل. وبينما كانت كاملا هاريس تدافع عن بايدن مرشحا عن الديمقراطيين للرئاسة، كان اسمها هي يتردد كبديل محتمل لهذا المرشح ذاته. وفي حال قررت اللجنة الوطنية الديمقراطية (الهيئة الحاكمة للحزب الديمقراطي) استبدال مرشح آخر بالرئيس بايدن، فمن المرجح في هذه الحال أن تتجه الأنظار إلى عدد من الأسماء، على رأسها نائبة الرئيس كامالا هاريس. Getty Images فمن هي كامالا هاريس؟ مع نهاية عام 2019، كانت حملة عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، كامالا هاريس، لنيل بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، قد انتهت، لتخرج هاريس من سباق التنافس على الترشح. وفي يناير 2021، كان مقدرا لهاريس أن تدخل البيت الأبيض، ولكن كنائبة للرئيس، وذلك بعد أن اختارها بايدن الذي أصبح رئيسا منتخبا للولايات المتحدة. وبذلك أصبحت هاريس أول امرأة وأول أمريكية من أصول سوداء وآسيوية تصل إلى منصب نائب الرئيس الأمريكي. وإليك لمحة عن صعود كامالا هاريس ومسيرتها السياسية: وُلدت كامالا هاريس في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، عام 1964، لأبوين مهاجرين، من أم هندية وأب جامايكي. وبعد انفصال والديها، نشأت هاريس بشكل أساسي في كنف والدتها الهندوسية العازبة، شيامالا غوبالان هاريس، وهي باحثة في مجال بحوث علاج السرطان وناشطة مدنية. كانت كامالا على ارتباط وثيق بتراثها الهندي، وقد رافقت والدتها لزيارة الهند عدة مرات. لكنها تقول إن والدتها تبنت ثقافة السود في أوكلاند، وغمرت ابنتيها، كامالا وأختها الصغرى مايا، بتلك الثقافة. * كامالا هاريس: بعد عام لها في منصب نائب الرئيس الأمريكي كيف كان أداؤها؟ * "على كامالا هاريس أن تتحرك لكسب القلوب وتجنب مصير هيلاري كلينتون" - التلغراف وكتبت في سيرتها الذاتية: "الحقيقة أن والدتي أدركت جيدا أنها كانت تربي ابنتين سوداوين". وأضافت: "كانت تعلم أن موطنها الجديد الذي قررت الانتماء إليه، سينظر إليّ وإلى مايا على أننا فتاتان سوداوان، لكنها كانت تصرّ على التأكد من أننا سنصبح امرأتين واثقتين وفخورتين بنفسيهما". Getty Imagesبعد بداية واعدة، فشلت حملة كامالا هاريس في الوصول إلى مبتغاها وعاشت كامالا في سنواتها الأولى فترة قصيرة في كندا أيضا، حيث عملت والدتها في التدريس في جامعة ماكجيل، فسافرت وشقيقتها الصغرى معها، ودرستا في مدرسة في مونتريال لمدة خمس سنوات. ثم التحقت بكلية في الولاياتالمتحدة، وأمضت أربع سنوات في جامعة هَوارد، إحدى الكليات والجامعات البارزة التي يدرس فيها السود تاريخيا في البلاد، والتي وصفتها بأنها من بين أكثر الخبرات التي حصلت عليها في حياتها وساهمت في بنائها وتكوينها. وتقول هاريس إنها دائما كانت منسجمة مع هويتها العرقية وتصف نفسها ببساطة بأنها "أمريكية". وفي عام 2019 ، قالت لصحيفة "واشنطن بوست" إنه لا ينبغي أن يضطر السياسيون إلى حصر أنفسهم في حيز التصنيفات التي يفرضها لونهم أو خلفيتهم الاجتماعية. وأضافت: "كانت وجهة نظري هي: أنا كما أنا، ومتصالحة مع ذاتي، قد تحتاج إلى معرفة ذلك، لكنني مرتاحة للتعامل مع الأمر". بين مجلس الشيوخ والادعاء العام بعد قضائها أربع سنوات في هوارد، انتقلت هاريس للحصول على شهادة عليا في القانون من جامعة كاليفورنيا، وبدأت حياتها المهنية لاحقاً في دائرة الادعاء العام في مقاطعة ألاميدا. وتولت هاريس منصب المدعي العام في المقاطعة. وفي عام 2003، أصبحت المدعي العام الأعلى لسان فرانسيسكو، قبل أن يتم انتخابها كأول امرأة وأول شخص أسود يعمل كمدعي عام لولاية كاليفورنيا، وأكبر محام ومسؤول عن إنفاذ القانون في أكثر الولاياتالأمريكية كثافة. Getty Imagesفي أثناء وجودها بمجلس الشيوخ الأمريكي، نالت هاريس الثناء على استجوابها لمرشح المحكمة العليا آنذاك بريت كافانو، والمدعي العام ويليام بار وخلال فترتَي توليها منصب المدعي العام، اكتسبت هاريس سمعة جيدة باعتبارها واحدة من النجوم الصاعدة في الحزب الديمقراطي، واستغلت ذلك الزخم لانتخابها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2017. ومنذ انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي، حظيت المدعية العامة السابقة بتأييد في أوساط التقدميين لاستجوابها اللاذع لمرشح المحكمة العليا آنذاك بريت كافانو، والمدعي العام ويليام بار، في جلسات الاستماع الرئيسية في مجلس الشيوخ. تطلعات إلى البيت الأبيض عندما أطلقت هاريس حملة ترشحها لمنصب الرئيس في بداية عام 2019، بحضور حاشد زاد عدده عن 20 ألف شخص في أوكلاند، كاليفورنيا، قوبل عرضها لعام 2020 بحماس أوليّ. لكن السيناتورة أخفقت في توضيح سبب منطقي لحملتها، وقدمت إجابات مشوشة على أسئلة في مجالات السياسة الرئيسية مثل الرعاية الصحية. كما أنها لم تستفد بشكل واضح من نقطة قوتها خلال ترشحها: وهي أداؤها القوي في المناظرات التي تظهر مهاراتها خلال عملها في الادعاء العام، وكانت غالبا ما تضع بايدن في خط الشخصيات التي تهاجمها. وحاولت هاريس، المنتمية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا والعاملة في مجال إنفاذ القانون، السير على خط تجمع فيه بين الجناحين التقدمي والمعتدل في حزبها، لكن انتهى بها الأمر إلى أنها لم تحظَ بتأييد أي منهما، حيث أنهت حملة ترشحها في ديسمبر 2019، قبل أول تنافس للمرشحين الديمقراطيين في ولاية أيوا في أوائل عام 2020. وفي مارس 2020، أيّدت هاريس، جو بايدن، قائلة إنها ستفعل كل ما في وسعها للمساعدة في انتخابه رئيسا قادما للولايات المتحدة". سِجلها في مكافحة الجريمة بعد أن خاضت هاريس سباق 2020، بات سِجلها كأكبر مدعية عامة في كاليفورنيا تحت الأضواء. وعلى الرغم من ميولها اليسارية بشأن قضايا أمثال زواج المثليين وعقوبة الإعدام، إلا أنها واجهت هجمات متكررة من التقدميين لأنها لم تكن تقدمية بما فيه الكفاية، وكانت موضوع مقال رأي سيئ بقلم أستاذة القانون في جامعة سان فرانسيسكو لارا بازيلون. Getty Imagesبعد انسحابها من السباق في ديسمبر 2019، دعمت هاريس جو بايدن وكتبت بازيلون في بداية حملة هاريس، تقول إن هاريس تهربت إلى حد كبير من المعارك التقدمية التي تنطوي على قضايا مثل إصلاح سلك الشرطة وإصلاح القوانين المتعلقة بتجارة المخدرات والإدانات الخاطئة. وحاولت المدعية التي تصف نفسها بأنها "مدعية تقدمية" التأكيد على التركيز على الأفعال ذات الميول اليسارية من إرثها، كطلبها كاميرات تعلق على أجسام بعض الوكلاء الخاصين في وزارة العدل بكاليفورنيا، وهي أول وكالة حكومية تتبناها، وإطلاق قاعدة بيانات توفر وصول الجمهور العام لإحصاءات الجريمة، لكنها ما زالت تفشل في اكتساب الشعبية المرجوة. وظلت عبارة "إن كامالا شرطية" تترد على مدار الحملة الانتخابية، مما أفسد محاولاتها لكسب القاعدة الديمقراطية الأكثر ليبرالية خلال الانتخابات التمهيدية، لكن أوراق اعتماد تطبيق القانون هذه قد تكون مفيدة في الانتخابات العامة عندما يحتاج الديمقراطيون إلى كسب ناخبين معتدلين ومستقلين. الآن، وفي الوقت الذي تواصل فيه الولاياتالمتحدة مواجهة تفجر قضية التحيزات العرقية، ووجود تحقيقات حول وحشية الشرطة، شغلت هاريس مقعداً في الصف الأمامي، مستخدمة خبرتها الخطابية المميزة لتعزيز الأصوات التقدمية. وفي البرامج الحوارية، دعت إلى إجراء تغييرات في ممارسات الشرطة في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة، وحضت عبر حسابها على منصة إكس (تويتر) سابقا على اعتقال الضباط الذين قتلوا بريونا تايلور، وهي ناشطة أمريكية من أصل أفريقي، كانت تبلغ من العمر 26 عاماً من ولاية كنتاكي، تحدثت كثيراً عن الحاجة إلى تفكيك العنصرية الممنهجة في البلاد. وعندما يتعلق الأمر بدعوة الجناح التقدمي في الحزب المختلف عليها بشأن الاستمرار المطالبة بعدم تمويل الشرطة؛ والدعوة إلى تقليص ميزانيات أقسام الشرطة وتحويل الأموال إلى البرامج الاجتماعية - وهو ما يعارضه بايدن - تتملص هاريس من التعليق وتدعو بدلاً من ذلك إلى "إعادة رسم صورة" للسلامة العامة. لطالما قالت هاريس إن هويتها تجعلها مناسبة بشكل فريد لتمثيل المهمشين، وبعد أن اختارها بايدن نائبة له، حصلت على فرصة للقيام بذلك من مركز القرار في البيت الأبيض. * ما الذي يجب أن تعرفه عن مناظرة بايدن وترامب التاريخية؟ * من هي كامالا هاريس التي اختارها جو بايدن نائبة له؟ * نائبة الرئيس الأمريكي تطالب بحظر على الأسلحة الهجومية