أثارت الإعلامية المصرية منى سليمان حفيظة بعض المواطنين المغاربة الحاضرين في ندوة أقيمت اليوم السبت في قاعة "القاهرة" بالمعرض الدولي للكتاب والنشر بمدينة الدر البيضاء، حول تاريخ العلاقات الثقافية المصرية - المغربية. وكانت سليمان هي المكلفة تسيير هذه الندوة التي شارك فيها سعيد بنسعيد العلوي، عميد كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط سابقا، ومحمد عفيفي أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة القاهرة، تتحدث في مستهل التقديم عن المغرب، حين وجهت الكلام للمواطنين، قائلة لهم :" انتم سحرة، وبلادكم ساحرة، وسحرتم قلوبنا بمحبتنا لكم".
غير أن كلمات هذه الإعلامية المصرية، وهي مقدمة لمجموعة من البرامج الثقافية، كان لها وقع آخر في نفوس البعض، اعتقادا منهم أنها تتضمن تلميحات لتكريس الصورة النمطية السلبية التي تحاول بعض وسائل الإعلام في بلدان المشرق العربي ترويجها عن المغرب كبلد للسحر. وما أن فتح باب المناقشة في ختام الندوة، حتى انبرى أحد الشباب موجها السؤال لمنى سلمان حول دوافع ربطها للمملكة بالسحر، فكان رد فعلها، أن كلامها يعكس محبة كبيرة للمغرب، ولا تفسير لهذه المحبة، سوى السحر، لأن "المكان عصي عن التفسير"، على حد قولها.
وفي محاولة منها للدفاع عن نفسها، وأنها لا تقصد الإساءة للبلد المضيف، قالت، من وراء ابتسامة تداري بها حرجها، "إننا كثيرا ما نقول عن المرأة الجميلة إنها ساحرة".
وعادت لتكرر من جديد موجهة الكلام للمغاربة في ختام جوابها:"أنتم بالفعل سحرة، سحرتم قلوبنا"، وكان يبدو عليها نوع من التسرع ، وكأنها تريد التخلص من هذا الموقف الذي وجدت نفسها فيه، بسبب لسانها.
يشار إلى أن مصر هي ضيفة الشرف في المعرض الدولي للنشر والكتاب، المقام حاليا تحت رعاية الملك محمد السادس، ويشتمل برنامجه الثقافي على عدد من الندوات ذات الارتباط الوثيق بتاريخ العلاقات بين المغرب ومصر، وارتباطهما معا بالتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية.