تظاهر الآلاف في برشلونة، نهاية الأسبوع المنصرم، ضد السياحة المفرطة في عاصمة كتالونيا التي تستقبل آلاف الزوار سنويا، وهو ما يثير غضبا متزايدا في إسبانيا، ثاني أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم.
وتحت شعار "كفى! لنضع قيودا على السياحة"، تظاهر حوالى 2800 شخص وفق الشرطة للمطالبة بتغيير النموذج الاقتصادي للمدينة التي تعتبر الوجهة السياحية الأولى في البلاد.
وخلف لافتة كتب عليها "قللوا من السياحة الآن"، سار المتظاهرون مرددين شعارات مثل "ليخرج السياح من أحيائنا"، وتوقفوا أمام بعض الفنادق، ما أثار دهشة الزوار.
ويندد منتقدو السياحة المفرطة خصوصا بتأثيرها في أسعار المساكن، إذ ارتفعت الإيجارات بنسبة 68 في المائة خلال العقد الماضي وفقاً لمجلس مدينة برشلونة. كذلك ينتقدون تأثيرها الضار بالشركات المحلية والبيئة وظروف عمل الموظفين المحليين.
ومن جزر البليار إلى جزر الكناري، مرورا بالمدن السياحية الكبرى في الأندلس مثل ملقة، يتزايد عدد الحركات المناهضة للسياحة المفرطة في إسبانيا.
واستقبلت إسبانيا، ثاني أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم بعد فرنسا، رقما قياسيا بلغ 85.1 مليون زائر أجنبي العام الماضي، وكانت المنطقة الأكثر زيارة هي كاتالونيا، التي بلغ عدد زوارها 18 مليونا، تليها جزر البليار (14.4 مليونا) وجزر الكناري (13.9 مليونا). وتمثل السياحة في إسبانيا 12.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي و12.6 في المائة من الوظائف.
وانتشرت الحركات المناهضة للسياحة في إسبانيا في شهر أبريل الماضي، الذي يشهد عطلات مدرسية تسمح بتزايد تدفق السياح إلى أغلب الوجهات الأوروبية، ومنها إسبانيا بمدنها المختلفة، التي تحظى بشعبية جارفة بين الأوروبيين، ما دفع السلطات إلى محاولة التوفيق بين مصالح السكان المحليين، وقطاع السياحة في البلاد. وتحت شعار "جزر الكناري لها حدود"، نظمت مجموعات في الأرخبيل الواقع قبالة شمال غرب أفريقيا سلسلة من الاحتجاجات.