نجح منتخب إسبانيا بقيادة المدير الفني لويس دي لافوينتي، في بلوغ الدور ثمن النهائي لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم يورو 2024 المقامة حاليا في ألمانيا، بجدارة واستحقاق، وذلك بعدما تصدّر المجموعة الثانية إثر جمعه العلامة الكاملة من خلال تحقيق ثلاثة انتصارات تواليا، على حساب منتخبات كرواتيا بنتيجة (3-0)، وإيطاليا بهدف نظيف، وألبانيا بالنتيجة نفسها، ليضرب بذلك موعدا مع المنتخب الجورجي في الدور القادم. وإذا كان المنتخب الإسباني يعد من بين أبرز المرشحين للظفر ببطولة كأس أمم أوربا إل جانب منتخبات ألمانيا، فرنسا والبرتغال، فإن صحيفة سبورت الإسبانية، سلطت الضوء على أبرز الأسباب التي تجعل منتخب إسبانيا مرشحا فوق العادة لحصد اللقب.
وأكدت الصحيفة، أن العامل الأول هو امتلاك المنتخب الإسباني عددا من اللاعبين البارزين في تشكيلته، ولكن تبقى ثنائية نيكو ويليامز ولامين يامال الأبرز، فمنذ تعارفهما بفضل ظهير نادي برشلونة ومنتخب إسبانيا أليخاندرو بالدي، أحدث الثنائي ثورة في أسلوب منتخب لاروخا، خاصة أن نجم النادي الكتالوني تفوق على عدد من اللاعبين، على غرار مدافع المنتخب الكرواتي غفارديول في لقاء الجولة الأولى.
وأضافت صحيفة سبورت الإسبانية، أن العامل الثاني هو "دفاع منتخب إسبانيا القوي"، مبينة أن منتخب إسبانيا يُعد الوحيد الذي لم يستقبل أي هدف في دور المجموعات لحد الآن من بين 24 منتخبا مشاركاً في البطولة، وذلك في ظل وجود الحارسين أوناي سيمون وديفيد رايا، بحيث حافظت كتيبة المدرب دي لا فوينتي على نظافة شباكها عقب مواجهة منتخبات قوية مثل كرواتيا وإيطاليا.
وتابعت أن العالم الثالث هو "روح المجموعة"، إذ أكد مدافع المنتخب الإسباني خيسوس نافاس، أن كلّ حصة تدريبية هي فرصة للاستمتاع مع بقية زملائه، خاصة بوجود بعض الأسماء من أصحاب الخبرة، أمثال ألفارو موراتا وإيميرك لابورت ورودري وداني كارفاخال وأوناي سيمون، إذ إنّهم يقدمون النصائح والتعليمات للاعبين الشبان، على غرار لامين يامال وفيرمين لوبيز، وهو عامل حاسم وأحد أسباب نجاح المجموعة في تقديم مستويات مميزة في البطولة لحدّ الآن.
أما العامل الرابع، حسب الصحيفة ذاتها، فهو أن تشكيلة المنتخب الإسباني المعنية بخوض غمار منافسات النسخة ال17 من بطولة اليورو، تزخر بالكثير من اللاعبين الشبان الذين سبق لهم العمل تحت قيادة المدرب لويس دي لا فوينتي، خاصة أن الأخير ضحى ببعض اللاعبين الذين يملكون الكاريزما، مثل سيرجيو راموس، وذلك من أجل الحفاظ على توازن تشكيلته، وخاصة أن العمل الجماعي ومصلحة المنتخب هما نقطة قوته، وظهر ذلك في وجود نواة من بعض اللاعبين، على غرار ميكيل أويارزابال ورودري وميكيل ميرينو وفيران توريس وداني أولمو، حتى وإن لم يكونوا أساسيين في بعض المباريات، إلا أنهم يمثلون شخصية منتخب دي لا فوينتي.
وختمت الصحيفة، بأن العامل الخامس، هو تجارب اللاعبين خارج إسبانيا، حيث تمتلك تشكيلة منتخب إسبانيا العديد من اللاعبين الذين غادروا الدوري الإسباني مبكرا للاحتراف بمختلف الدوريات الأوروبية، وهو ما ساعدهم في تعلّم ثقافات ولغات وعادات أخرى، وكسبوا بذلك خبرة كبيرة رغم صغر سن العديد منهم، مثل ميكيل ميرينو الذي لعب في بوروسيا دورتموند الألماني، أو داني أولمو بحمله قميص فريق دينامو زغرب الكرواتي، والأمر نفسه بالنسبة للكثيرين أيضاً، مثل ديفيد رايا، وخيسوس نافاس، ولابورت، ولو نورمان، وغريمالدو، وكوكوريلا، ورودري، وفابيان رويز، وخوسيلو، وألفارو موراتا، وفيران توريس، وأيوزي وغيرهم.