قدم الحزب الجنوب إفريقي "إيكونوميك فريدوم فايترز" (معارض)، أمام البرلمان، ملتمسا جديدا لحجب الثقة ضد الرئيس جاكوب زوما. وأعلنت رئيسة المؤسسة التشريعية في جنوب إفريقيا السيدة باليكا مبيطي، أنه سيتم التصويت على ملتمس حجب الثقة الجديد، أي غداة تقديم مشروع الميزانية الجديدة من طرف الحكومة.
واستطاع زوما ، الذي تولى السلطة سنة 2009، تجاوز محاولات عديدة لعزله، في وقت يعيش فيه حزبه (حزب المؤتمر الوطني الإفريقي) الحاكم منذ 1994 ، على وقع الانقسامات. ويتعرض زوما لانتقادات شديدة ومتواصلة على خلفية تزايد حدة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد ومن بينها ارتفاع مستوى البطالة وفضائح الفساد المتواترة.
ويأتي ملتمس حجب الثقة الجديد في وقت تعالت فيه أصوات من داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لمطالبة جاكوب زوما بتقديم استقالته ولاسيما منذ تولي سيريل رامافوزا رئاسة الحزب في دجنبر الفارط.
وذكرت القناة التلفزية العمومية الجنوب إفريقية، (إس إي بي سي)، يوم أمس الخميس، أن القادة الستة الرئيسيين لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، سيجتمعون، نهاية الأسبوع الجاري، لاتخاذ قرار في شأن مستقبل زوما على رأس البلاد.
وكان الحزب الحاكم قد أعلن في وقت سابق أن مسألة استقالة الرئيس زوما توجد في قلب النقاش الدائر حاليا، بالرغم من تأكيد حلفاء الرئيس على أنه لن يغادر منصبه قبل نهاية ولايته الدستورية سنة 2019.
وواجه زوما (75 سنة) العديد من الفضائح التي لطخت صورة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وأضرت بسمعته، حيث يواجه بالخصوص تهديدات بإعادة فتح أكثر من 780 تهمة بالفساد والتزوير من بينها قضية تهم عقد تسليح يعود إلى نهاية التسعينيات، إلى جانب اتهامه بالتواطئ مع رجال أعمال أغنياء.
وازداد وضع جاكوب زوما صعوبة مع انتخاب رامافوزا على رأس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي والذي تعهد بالقضاء على الفساد في أعلى مستويات الحكم في البلاد.
ومن جانبها، دعت المعارضة الجنوب إفريقية، التي يقودها التحالف الديمقراطي، إلى إقالة زوما قبل الخطاب حول حالة الأمة المرتقب الأسبوع المقبل. لكن، البرلمان أشار على أن الرئيس زوما سيلقي الخطاب كما هو مرتقب في 8 من فبراير.