رفض وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس تصريحات المسؤولين الفرنسيين حول عملية (غصن الزيتون) التي يشنها الجيش التركي بمدينة (عفرين) شمال غربي سوريا، مؤكدا أن أنقرة ليست باريس التي احتلت سابقا الجزائر ودول المغرب العربي والقارة الإفريقية، حسب تعبيره. وقال جاويش أوغلو في تصريح صحفي "لا يحق لفرنسا أو أي دولة أخرى إعطاؤنا دروسا بشأن العملية العسكرية التي تستهدف التنظيمات الارهابية في (عفرين)". وأضاف ان أهداف عملية (غصن الزيتون) "معروفة وواضحة ويعلمها الجميع" مشيرا الى ان بلاده زودت جميع الأطراف بمعلومات حول العملية وأهدافها قبل انطلاقها في ال 20 من يناير الماضي. وأوضح أنه قام بتزويد نظيره الفرنسي جان إيف لودريان بمعلومات حول العملية وكذلك فعل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون. وأردف قائلا: "نحن لسنا مثل فرنسا التي احتلت الجزائر ودول المغرب العربي، وأفعالهم في القارة الإفريقية معروفة للجميع، وليس لفرنسا الحق أن تعطينا دروسا في هذه المسائل، فعملية غصن الزيتون ليست مخالفة للقوانين الدولية". وأعرب عن أسفه للتصريحات الفرنسية التي "تظهر سياسة ازدواجية المعايير لدى الاوروبيين فعندما يتحدثون للعموم يوجهون هذه العبارات بينما يقولون إنكم محقون في هذه العملية عندما يتحدثون إلينا". وأكد ان تركيا من أكثر الدول التي تولي اهتماما بوحدة الأراضي السورية وصون حدودها مبينا ان عملية (غصن الزيتون) تهدف الى تطهير سوريا من "الارهابيين" والقضاء على المخاطر التي تهدد تركيا من الجانب السوري. وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قد وصف الأربعاء تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بشأن العملية العسكرية التركية بمدينة (عفرين) ب "وجهة نظر ملتوية". وكان ماكرون قال الأربعاء، في لقاء مع صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية "إذا اصبحت العملية أكثر من محاربة التهديد الارهابي المحتمل الذي تتعرض له الحدود التركية وتحولت الى غزو فإننا سنواجه مشكلة حقيقة في ذلك". في حين قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أمس الأول الثلاثاء ان على تركيا ألا تفكر في احتلال دائم لأراض في سوريا أو تعريض حياة اللاجئين للخطر. ويشن الجيش التركي منذ ال 20 من يناير الجاري عملية (غصن الزيتون) في (عفرين) لطرد عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي ووحدات الحماية الشعبية وحزب العمال الكردستاني وما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).