Reuters كيم وبوتين يتصافحان بعد توقيع الاتفاقية الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في بيونغ يانغ وقعت روسياوكوريا الشمالية اتفاقية تعاون استراتيجي شاملة، شملت جوانب أمنية وعسكرية وسياسية، تهدف لتعزيز علاقات البلدين ومساعدتهما على مواجهة الضغوط الغربية والعقوبات الأمريكية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الاتفاقية تنص على تقديم المساعدة في حالة تعرض أحد طرفيها لعدوان، أي أنها بمثابة اتفاقية دفاع عسكري مشترك بين البلدين. وبدأ بوتين الأربعاء زيارة لكوريا الشمالية وصفت بأنها تاريخية، وتركز على التعاون الاستراتيجي بين البلدين لمواجهة التحديات والضغوط الغربية، خاصة من الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو). واستقبل الزعيم الكوري ضيفه الروسي في زيارته الأولى للبلاد منذ ما يقرب من ربع قرن، بموكب احتفالي فخم وجماهيري. وتم إطلاق البالونات الضخمة وانتشرت صور الزعيمين في الشوارع وعلى المباني، مع حفل شاي وآخر موسيقي ضخم. وكان آخر لقاء بين الزعيمين في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما زار كيم قاعدة فوستوتشني الفضائية في أقصى شرقي روسيا. وكانت تلك أول رحلة له إلى الخارج منذ أربع سنوات. لماذا يزور بوتين كوريا الشمالية الآن؟ ما مدى قلق الغرب من تحالف بوتين وكيم جون أون؟ كيم وبوتين.. لقاء الزعيمين يثير قلق الغرب وكوريا الجنوبية وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أن بوتين وكيم أمضيا حوالي ساعتين في محادثات مباشرة وجها لوجه الأربعاء. وقال بوتين، في مؤتمر صحفي عقب المحادثات: "حظيت القضايا الأمنية وجدول الأعمال الدولي بالكثير من الاهتمام في محادثات اليوم، يدعو بلدانا إلى إقامة نظام عالمي أكثر عدلا، وإلى ديمقراطية وتعددية أقطاب، ينبغي أن يستند ذلك إلى القانون الدولي والتنوع الثقافي والحضاري". وأضاف بوتين: "تطوير التعاون العسكري التقني مع كوريا الشمالية سيتم وفقا للمعاهدة الموقعة بين البلدين". وقد نمت العلاقات بين الدولتين في السنوات الأخيرة، وخاصة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. وحذرت تقارير غربية من أن كوريا الشمالية تزود روسيا بالمدفعية والصواريخ قصيرة المدى والصواريخ الباليستية لمساعدتها في الحرب، على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على البلدين. وينفي الجانبان انتهاك العقوبات. وخلال محادثاتهما، شكر بوتن زعيم كوريا الشمالية على "دعمه الثابت والمستمر للسياسة الروسية، بما في ذلك في الاتجاه الأوكراني". وأشار بوتين إلى إعلان الولاياتالمتحدة ودول حلف الناتو توريد أنظمة أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى ومقاتلات "إف-16" لضرب الأراضي الروسية، وأضاف: "هذه ليست مجرد تصريحات، هذا يحدث بالفعل، هذا انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تتحمل الدول الغربية مسؤولية الالتزام بها". عالم متعدد الأقطاب وعلق كيم جونغ أون على الاتفاقية بأن وضع كوريا الشماليةوروسيا في بنية الجغرافيا السياسية العالمية قد تغير، وأن الاتفاقية ستساعد في وجود عالم متعدد الأقطاب. وقال، عقب المحادثات مع بوتين: "هذه المعاهدة القوية هي وثيقة ذات طبيعة بناءة وواعدة حقا وسلمية ودفاعية، وهي مصممة لحماية المصالح الأساسية لشعبي البلدين والدفاع عنها، ليس لدي شك في أنها ستصبح قوة دافعة لتسريع إنشاء عالم جديد متعدد الأقطاب". أضاف الزعيم الكوري أن هذه الاتفاقية تلبي الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين، وقال: "لقد تغير الزمن، وضع كوريا الشماليةوروسيا في بنية الجغرافيا السياسية العالمية قد تغير أيضا". ووصف الاتفاقية بأنها "حدث مهم"، وبفضلها بدأت العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة نحو "مزيد من التنمية الواعدة لتحقيق تقدم البلدين وتعزيز رفاهية شعبيهما من خلال التعاون النشط في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والثقافة والشؤون العسكرية". ووعد كيم بأن حكومة بلاده "ستفي دائما بإخلاص بالتزاماتها بموجب المعاهدة." جولة بالسيارة وهدايا متبادلة Reuters بوتين قاد سيارة روسية الصنع قدمها هدية لكيم جونغ أون. أهدى بوتين الزعيم الكوري، المعروف بعشقة للسيارات، سيارة ليموزين روسية فاخرة من إنتاج شركة أوروس. وقرر الزعيمان الاحتفال بتوقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي بينهما بالقيام بجولة بالسيارة في شوارع العاصمة الكورية بيونغ يانغ. وبحسب تقارير روسية، قاد بوتين السيارة قبل التوقف والذهاب في نزهة في منطقة مشجرة للحصول على استراحة قصيرة في يوم حافل بالأنشطة الرسمية خلال الزيارة. وكان بوتين قد أهدى كيم سيارة أخرى من طراز أوروس روسية الصنع، في فبراير/ شباط الماضي، وهي سيارة سيدان من النوع الذي يستخدمه الزعيم الروسي نفسه. وبحسب تقارير روسية، فقد حصل كيم على هدايا أخرى من بوتين منها طقم شاي وخنجر، بحسب وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية. وأشارت التقارير إلى أن بوتين حصل على "هدايا جيدة للغاية أيضا"، تضمنت أعمالا فنية تشمل تماثيل نصفية للزعيم الروسي. "تهديد عالمي حقيقي" وتقول لورا بيكر، مراسلة شؤون الصين في بي بي سي، إن المحللين في مختلف أنحاء آسيا يراقبون بعناية زيارة الرئيس بوتن إلى بيونغ يانغ، وكشف العديد منهم عن أفكاره على وسائل التواصل الاجتماعي. وتوضح لورا أن معظم المحللين شعروا باليأس بعد الاطلاع على نص الاتفاق بين البلدين، خاصة ما يتعلق بمعاهدة "الدفاع المتبادل". وغرد تشاد أوكارول، المتخصص في شؤون كوريا الشمالية، على منصة إكس، تويتر سابقا، قائلا إن هذا البند قد يفتح الباب أمام المشاركة في الصراعات، بما في ذلك إمكانية مساعدة جنود من كوريا الشماليةلروسيا في أوكرانيا. بينما يرى فيكتور تشا، رئيس وحدة كوريا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الاتفاقية تمثل "تجديدا لضمانات الأمن في عصر الحرب الباردة". وتصف بعض عناوين الأخبار الزيارة بأنها تهديد عالمي حقيقي. ومع ذلك، فقد كتب إيدان فوستر كارتر، من جامعة ليدز، الذي تابع كوريا الشمالية لأكثر من 50 عاما، على منصة إكس، قائلا: "لنهدأ". يقول كارتر إنه ليس من مصلحة بوتن إثارة المغامرات في كوريا. وغادر بوتين كوريا الشمالية متوجها إلى فيتنام. وتربط روسياوفيتنام علاقة قديمة، تعود إلى عهد الاتحاد السوفيتي. ولا يزال الفيتناميون يقدرون هذه العلاقات ويصفونها بأنها "مليئة بالولاء والامتنان". وفي الخمسينيات من القرن الماضي، قدم الاتحاد السوفيتي للدولة الشيوعية، التي تكونت في شمال فيتنام، الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي الحيوي. وقد درس العديد من الفيتناميين الأكبر سنا في روسيا وتعلموا اللغة الروسية، كما أن أغلب أسلحة فيتنام لا تزال روسية. وحتى الآن، امتنعت فيتنام عن التصويت على قرارات الأممالمتحدة المختلفة التي تدين غزو روسيالأوكرانيا، ومع ذلك حافظت فيتنام على علاقات جيدة مع أوكرانيا بل وأرسلت بعض المساعدات إلى كييف. * ما مدى قلق الغرب من تحالف بوتين وكيم جون أون؟ * بوتين يدعو إلى تعزيز التعاون مع كوريا الشمالية "في جميع المجالات" * ما الذي نعرفه عن أول قمة بين بوتين وكيم جونغ أون؟