رغم أن المغرب يعيش للعام السادس على التوالي آثار موجة جفاف، أدت إلى تقلص المساحات المزروعة وعجز مائي غير مسبوق، إلا أن صادرات المغرب من المنتجات الفلاحية تشهد ارتفاعا رغم الظروف المناخية الصعبة للبلاد.
وفي هذا الصدد، احتل المغرب رتبه ثاني مُزود بالفلفل للاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، إذ رفع من حجم مبيعاته من هذا المنتوج الفلاحي بنسبة 48.47 في المائة منذ 2019، وفق بيانات صادرة عن الخدمة الإحصائية الأوروبية.
وكشفت البيانات ذاتها، أن المغرب تمكّن، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، من توريد التكتل الأوروبي بكميات مصدرة بلغت 63,99 مليون كيلوغرام، بنسبة مثَّلت 19.23 في المائة من الإجمالي، كما أنها تعني "زيادة مهمة" قدرها 20.89 مليون كيلوغرام مقارنة بعام 2019.
وبِيعَت في مختلف أسواق دول الاتحاد الأوروبي، كميات الفلفل المغربية بعائدات ومداخيل قاربت في المجمل 85 مليون يورو، باحتساب متوسط سعر بلغ 1,33 يورو للكيلو الواحد، طيلة الفترة الممتدة من بداية يناير إلى 31 مارس 2024؛ وهي الكميات التي وصفتها منصة البيانات المختصة في الشأن الفلاحي ب"الكبيرة".
وتسبق المغرب في هذا المضمار مبيعات فلفل إسبانيا في الاتحاد الأوروبي، بحجم مبيعات خلال الربع الأول من هذا العام تجاوزت 158 مليون كيلوغرام، أي ما يقارب نصف إجمالي الفلفل المباع في الاتحاد الأوروبي (47,6 في المائة)، مسجلة بذلك تراجعا قدره 136 مليون كيلوغرام عن مستوى سنة 2019.
وكشفت البيانات ذاتها أن تركيا تظل بمثابة المورد "الثالث" للفلفل إلى دول أوروبا؛ وهو ما جسدته مبيعاتها 38 مليون كيلوغرام في الأشهر الثلاثة الأولى، أي ما يعادل 11.43 في المائة من إجمالي الفلفل المباع في الاتحاد الأوروبي. وهو ما يمثل زيادة قدرها 18.3 ملايين كيلوغرام، مقارنة بالربع الأول من عام 2019 (كانت مبيعات الفلفل التركي 19.74 مليون كيلوغرام).
بدورها، حققت صادرات المغرب من التوت الطازج ارتفاعا جديدا، إذ وصلت صادرات المغرب من هذه الفاكهة، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري إلى 66 ألف طن، وهي زيادة بنسبة 20٪ تقريبا عن العام السابق.
وحسب ما أكده موقع "EastFruit" فإن هذه الزيادة تعد مؤشرا إيجابيا حول مستقبل التصدير خلال هذا الموسم الفلاحي.
وحول الوجهات الرئيسية لصادرات المملكة، ظل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، الوجهتين الرئيسيتين للتوت المغربي، حيث استحوذا على 92 في المائة من الحصة الإجمالية للفترة من يناير إلى مارس 2024.
وحسب الموقع المختص في المجال الفلاحي، فإن صادرات التوت الطازج إلى دول الشرق الأوسط زادت، كما عزز المغرب من موقعه في النرويج وسويسرا وكندا، وشهد السوق الهندي أول شحنة تجريبية من العنب البري الطازج.
كما سجلت صادرات المغرب من الطماطم إلى بلدان الاتحاد الأوروبي ارتفاعا ملحوظا، حيث استورد هذا الأخير خلال الفترة ما بين أكتوبر 2023 ومارس 2024 ما مجموعه 551,015 طنا، بما في ذلك 373,421 طنا من المغرب.
وحسب المعطيات التي نشرتها عن المفوضية الأوروبية لمحاصيل سنوات من 2014/15 إلى 2022/23، ارتفع حجم ورادات السوق الأوروبية من الطماطم من 424,274 طنًا إلى 821,918 طنا، مشيرة إلى أنه خلال هذه الفترة ارتفعت الصادرات المغربية من 329.696 طنًا إلى 539.307 طنًا.
هذا، واعتبر متتبعون استمرار ارتفاع تصدير أطنان من أنواع مختلفة من الفواكه والخضر صوب دول أوروبية أو إفريقية وغيرها، مقابل أزمة الجفاف الحاد لسنوات متتالية، بمثابة "تصدير الماء عبر المنتجات الفلاحية"، مما يزيد في إنهاك المخزون المائي ويكرس التبعية الاقتصادية.