على الرغم من العلاقات الدبلوماسية المتدهورة بين بلديهما، هيمن "عناق حار" بين وزير الخارجية الجزائري، عبدالقادر مساهل، ونظيره المغربي، ناصر بوريطة، على افتتاح اجتماع وزراء خارجية دول غرب البحر المتوسط في الجزائر، الأحد 21 يناير/كانون الثاني 2018. ومنذ عقود تعيش العلاقات بين الجارتين توتراً دائماً، بسبب ملف "الصحراء"، حيث تدعم الجزائر مطلب جبهة "البوليساريو" باستقلال الصحراء عن المغرب، وهو ما ترفضه الرباط.
وظهر مساهل وهو يعانق بحرارة نظيره المغربي، خلال استقباله وزراء خارجية تسع دول من الضفتين الشمالية والجنوبية لغربي المتوسط، وهي: المغرب، تونس، ليبيا، موريتانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال، مالطا، وذلك لبحث تحديات المنطقة خلال اجتماع استمر يوماً واحداً.
ونشر وزير الخارجية الجزائري تغريدةً عبر حسابه بموقع "تويتر"، مُرفقة بصور الاستقبال، جاء فيها: "في استقبال وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع الوزاري للحوار 5+5 . سعيد بحضور كل الوزراء لهذا الاجتماع الهام".
وظلَّت مشاركة الوزير المغربي غير مؤكدة إلى آخر لحظة، إثر تسريبات إعلامية بإمكانية غيابه، بسبب التوتر في العلاقات بين البلدين، خلال الأشهر الأخيرة. والحدود البرية بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994 ، وترفض الجزائر إعادة فتحها دون اتفاق مسبق بشأن ما تقول إنه تدفق للمخدرات من المغرب نحو أراضيها، وهو ما تنفيه الرباط.
وقبل يومين اتَّهم رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، المغرب، دون أن يسميه، بإغراق بلاده بالمخدرات، معتبراً أن ذلك يمثل "إساءة للمستقبل المشترك للشعوب المغاربية".
وشهد أكتوبر/تشرين الأول الماضي أزمةً دبلوماسية بين البلدين، إثر تصريحات لوزير الخارجية الجزائري، اتّهم فيها المغرب ب"تبييض أموال المخدرات في البنوك الإفريقية".
وردَّ المغرب على هذا الاتهام باستدعاء القائم بالأعمال في سفارة الجزائربالرباط، كما استدعى سفيره من الجزائر، ثم أعاده قبل أيام.
ونهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بادر رئيس الوزراء الجزائري إلى تحية ملك المغرب، محمد السادس، في افتتاح القمة الإفريقية- الأوروبية الخامسة، بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، وهو ما اعتبره كثيرون انفراجةً في الأزمة بين البلدين.
ورغم الأزمة الدبلوماسية حافظ قائدا البلدين، الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والملك محمد السادس، خلال الأسابيع الأخيرة، على تبادل التهاني في مناسبات وطنية ودينية.