بعد أن أثارت مناورات "الأسد الإفريقي" التي ينظمها المغرب والولايات المتحدةالأمريكية بمشاركة دول أخرى في مناطق أكادير وطانطان والمحبس وطاطا والقنيطرة وبن جرير وتفنيت، في الفترة الممتدة من 20 إلى 31 ماي الجاري، "استياء" و"احتجاج" الجزائر التي اعتبرت أن هذه المناورات "تمس بالقانون الدولي"، يبدو أن الجزائر لجأت إلى محاولة الرد على هذه المناورات العسكرية ذات الأهمية الكبيرة، يتنفيذ تمرين عسكري قرب الحدود المغربية.
ونقلت مواقع جزائرية أن "رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي ليلي بالناحية العسكرية الثانية "شهاب 2024″" القريبة من الحدود المغربية، مضيفة أن التمرين نفذ على مستوى الميدان الثاني للرمي والمناورة برجم درموش بعنوان "شهاب 2024".
وتابعت أن التمرين نفذته وحدات اللواء 38 للمشاة الميكانيكية وبمشاركة وحدا من مختلف القوات ووحدات للإسناد التقني والجوي وكذا الدفاع الجوي عن الإقليم، أول أمس الأربعاء، مضيفة أن الفريق أول السعيد شنقريحة، تابع عن كثب التمرين الذي نفذ ليلا في ظروف قريبة جدا من الواقع وفقا للخطة الموضوعة وتماشيا مع أهداف المسطرة.
هذا التمرين العسكري الجزائري الذي يأتي تزامنا مع مناورات "الأسد الإفريقي" ينطوي زمانه ومكانه، حسب متتبعين، على مجموعة من الرسائل، لعل أهمها "إظهار الجاهزية العسكرية للجزائر للدفاع عن حدودها في وجه كل التهديدات"، رغم أنه لا يوجد أي شيء موجه ضدها في مناورات المغرب والولايات المتحدةالأمريكية ومشاركة العديد من الدول الأخرى، وهو ما يعرفه ويدركه أيضا حكام الجزائر.
هذا، وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أن مناورات "الأسد الإفريقي" الواسعة النطاق ستعرف مشاركة نحو 7000 عنصر من القوات المسلحة من حوالي عشرين دولة بالإضافة إلى منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلى جانب القوات المسلحة الملكية ونظيرتها الأمريكية.
وأضاف المصدر ذاته أن برنامج تمرين "الأسد الإفريقي 2024′′ يضم عدة أنشطة، تشمل تدريبات تكتيكية برية وبحرية وجوية مشتركة، ليلا ونهارا، وتمرينا للقوات الخاصة، وعمليات للقوات المحمولة جوا، فضلا عن تمرين للتخطيط العملياتي لفائدة أطر هيئات الأركان ب"فريق العمل" "Task Force".
كما يتضمن برنامج الدورة ال20 تكوينات أكاديمية استعدادا للتمرين، والتدريب على مكافحة أسلحة الدمار الشامل، إلى جانب مجموعة من الخدمات الطبية والجراحية والاجتماعية يقدمها مستشفى عسكري ميداني لفائدة سكان منطقة أقا.
وحسب بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، يعد تمرين "الأسد الإفريقي 2024′′، من خلال إسهامه في تعزيز قابلية التشغيل المشترك العملياتي، والتقني والإجرائي بين الجيوش المشاركة، أكبر مناورة تُجرى في إفريقيا، وملتقى هاما تتبادل فيه الأطر العسكرية المعلومات والإجراءات والخبرات، لا سيما في مجالي التكوين والتدريب المشترك.
وشدد المصدر ذاته، على أن هذه الدورة العشرين تؤكد استدامة التعاون بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية، انسجاما مع الروابط التاريخية المتينة القائمة بين البلدين.