بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن قبولها مقترح وقف إطلاق النار، أعلن الجيش الإسرائيلي، سيطرته على معبر رفح جنوب قطاع غزة بشكل كامل وقيامه بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة، مما يدفع إلى التساؤل عن أهداف وخلفيات هذا الهجوم الإسرائيلي في ظل توقع حدوث انفراج في الوضع بقطاع غزة خاصة بعد موافقة "حماس".
أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، قال إن التدخل الإسرائيلي في معبر رفح من الجانب الفلسطيني، قد يكون "مقدمة لمحاولة استكشاف إمكانيات الزحف على رفح من الناحية العسكرية" أو "محاولة أخيرة لاستباق أي اتفاق نهائي مع حماس".
واعتبر شيات، في تصريح ل"الأيام 24″، أن موافقة حماس على مقترح لوقف إطلاق النار سبق للإدارة الأمريكية أن تبنته، "يمكن أن يكون مقدمة لإنهاء النزاع العسكري"، أو "مقدمة لإيجاد واقع على مستوى ما بعد القبول النهائي لاتفاق وقف إطلاق النار".
وكانت "حماس" قد أعلنت، مساء أول أمس، أنها أبلغت الوسطاء في قطر ومصر موافقتها على مقترحهم بشأن وقف إطلاق النار.
ورغم موافقة "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار، لاحظ شيات، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو متحمسا لاستمرار دوامة الحرب، مقارنة بمنظومته السياسية الداخلية التي تضغط عليه لقبول الاتفاق من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وأوضح شيات، أن هناك واقع جديد بالولاياتالمتحدةالأمريكية، يتشكل على المستوى الثقافي، بشكل يخالف المصالح الإسرائيلية، مما يؤدي إلى إحراج الإدارة الأمريكية ويزيد من الضغط على إسرائيل.
وتعرف الولاياتالمتحدة، سلسلة اعتصامات واحتجاجات طلابية بدأت من جامعة كولومبيا يوم 17 أبريل 2024، مطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ووقف تعاون إدارة جامعاتهم مع جامعات إسرائيلية وسحب استثماراتها من الشركات الداعمة للاحتلال، والسماح لهم بحرية التعبير.
وبعد أن سجل شيات، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، تموقعت بشكل سيئ خلال الحرب على غزة، الأمر الذي أظهر عدم قدرتها على فرض أجندتها خاصة ما يتعلق بعملية السلام، أوضح أن هناك تراجع على المستوى الاستراتيجي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، مستدركا: لكن يبدو أن هذا التراجع لم يؤثر بشكل كبير على رؤية نتنياهو في مواصلة الحرب على غزة