قال الخبير الاقتصادي عبد النبي أبو العرب، إن المغرب لديه طموح كبير في ما يتعلق بمجال إنتاج وتسويق الهيدروجين الأخضر، مضيفا أن هذه الطاقة المتجددة النظيفة لها أفاق واعدة وينتظر أن تشكل سوقا يقدر بمئات أو آلاف المليارات في العالم.
وأبرز أبو العرب، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه وعيا من المغرب بهذه الأهمية، سهر بطريقة استباقية على بلورة عرض مغربي تنافسي لأجل جلب الاستثمارات ودعم هذا القطاع الاقتصادي الصناعي الطاقوي الجديد بما يمكن المملكة من التموقع بشكل استباقي في هذه السوق الدولية.
وأصدر عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أول أمس الاثنين، منشور تفعيل "عرض المغرب" من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، بوصفه عرضا عمليا وتحفيزيا يشمل مجموع سلسلة القيمة للقطاع، ويتماشى مع احتياجات المستثمرين بهدف جعل المغرب فاعلا تنافسيا في هذا القطاع ذي الآفاق الواعدة.
وأوضح أبو العرب، أن هذا قطاع الهيدروجين الأخضر يشهد تنافسا كبيرا على المستوى الدولي، مستدركا: لكن المغرب يملك مؤهلات ودعامات تجعله في مقدمة هذه الدول خاصة أنه كان من السباقين إلى اختيار وتفعيل التحول الطاقوي النظيف.
وأكد أن عرض المغرب فيما يتعلق بمشروع الهيدروجين الأخضر، يمتلك رؤية ناضجة وطموحا متكاملا وانخراطا قويا من قبل الدولة، مبينا أن هذا العرض يتمحور حول عدة محاور أهمها أن الدولة تقدم دعامات مهمة جدا وعلى رأسها توفير العقار اللازم لتطوير هذه الطاقة النظيفة، عبر رصد وعاء عقاري بمليون هكتار منها 300 ألف هكتار مجهزة في هذه السنة ويمكن تسليمها للمستثمرين.
وتابع أن هناك أيضا دعما من قبل الدولة لهذه المشاريع التي يمكن أن تستفيد من وسم الطابع الاستراتيجي للاستثمارات في إطار دعم وجلب الاستثمارات للمغرب عبر الميثاق الجديد للاستثمار والذي حدد أشكالا عديدة لدعم المشاريع والتي قد تبلغ نسبة مهمة جدا من حجم الاستثمار المرصود.
وخلص أبو العرب، إلى أن هناك رؤية متكاملة تشمل جميع مراحل تثمين هذه الطاقة الجديدة من الإنتاج مرورا بالتخزين إلى التسويق، حيث إن الرؤية تتضمن فصلا خاصا بكل ما يتعلق باللوجيستيك والبنيات التحتية ويتضمن طريقة انتقاء المستثمرين.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن الحكومة أكدت أن هناك حوالي 100 مستثمر بهذا العرض المغربي لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، مضيفا أن 2024 ستكون سنة الحصاد فيما يتعلق بهذا الاستثمار الجديد والطاقة الجديدة.