لم يكن انتخاب سعد الدين العثماني، أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، مفاجأة، فكل المؤشرات خلال انعقاد المؤتمر الوطني الثامن بالرباط، كانت توحي بأن رئيس الحكومة سيقود الحزب لأربع سنوات مقبلة خلفا لعبد الإله ابن كيران. وعلى الرغم من الضغوط التي مارسها مناصرو ابن كيران لتقوية حظوظ إدريس الأزمي الإدريسي الذي نافس العثماني على الأمانة العامة، إلا أن العملية الديمقراطية الداخلية ل"المصباح"، أثبتت أن العثماني هو رجل المرحلة المقبلة بامتياز. وقال حفيظ الزهري، المحلل السياسي، في حديث ل"الأيام24"، بأن انتخاب سعد الدين العثماني أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية بفارق صغير عن منافسه إدريس الأزمي الإدريسي قائد أنصار ابن كيران يمكن اعتباره محاولة من مؤتمري البيجيدي للم الشمل وتفادي حدوث أي شرخ قد يعرفه الحزب. وأضاف الزهري، بأنه في ظل حدة الصراع وتوسع الهوة ما بين تيارين ظلا متباعدين خاصة بعدما سيطر أنصار عبد الإله بنكيران على المجلس الوطني للحزب، كان سيجعل من مهمة العثماني على رأس الأمانة العامة لحزب الخطيب مهمة صعبة جدا، لكن في النهاية، حزب العدالة والتنمية حسم في النتيجة بديمقراطيته. وأضاف المتحدث، بأن انتخاب العثماني، لن يجعل الحزب يعرف انقساما أو بلقنة في الوقت الراهن وقد يتجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر التي قد تضر بشعبيته. وانتخب المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني أمينا عاما جديدا، خلفا لعبد الإله بنكيران، مساء يوم الأحد 10 دجنبر 2017،حيث وحصل العثماني على 1006 أصوات من أصل 1943 مصوت، مقابل أكثر من 700 صوت لمنافسه إدريس الأزمي الإدريسي.