يبدو أن الخارجية الفرنسية بدأت تعمل بشكل موسع على تحقيق تقارب دبلوماسي مع نظيرتها المغربية، وخاصة بعد التصريحات التي أدلى بها ستيفان سيجورني، وزير الخارجية الفرنسي، إلى أحد الصحف الفرنسية والتي أكد من خلالها على أن "بلاده تسعى جاهدة إلى كتابة فصل جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين".
وأضاف سيجورني في تصريحاته أنه "يعمل شخصيا على تحقيق التقارب بين المغرب وفرنسا لتجاوز التوترات التي عرفتها العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة"، مؤكداً على أنه "أجرى العديد من الاتصالات مع نظرائه المغاربة منذ تعيينه في 12 يناير الماضي".
هذه التصريحات الصادرة عن القائد الجديد للدبلوماسية الفرنسية، اعتبرها مراقبون سياسيون "إشارات إيجابية تروم إحداث طفرة نوعية في نسيج العلاقات الثنائية بين البلدين"، لكن حذروا في الوقت ذاته من أن تكون هذه التصريحات فقط في "سياق الدبلوماسية الكلامية التي تنهجها الجمهورية الفرنسية ضد نظيرتها المغربية".
تفاعلا مع هذا الموضوع، قال محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة والسياسات العامة بجامعة القاضي عياض بمراكش ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، إن "تصريح وزير الخارجية الفرنسي بشأن العلاقات الفرنسية المغربية، هو تصريح إيجابي مؤثر وفعال، يروم تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، وإعادة الدفء إلى حضن الطرفين".
وأورد بنطلحة، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "هذه التصريحات تعتبر إشارات إيجابية حول العلاقات بين البلدين، إذ ركز هذا التصريح على تأييد فرنسا لمبادرة الحكم الذاتي، لكن يجب أن تتحول هذه التصريحات إلى أفعال حقيقية"، مشيراً إلى أنه"يجب على فرنسا أن تكون شجاعة في الإعلان عن قرارها النهائي حول قضية الصحراء".
وتابع المتحدث عينه أن "المملكة المغربية تريد ضم صوت فرنسا إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا، وأيضا فتح قنصلية فرنسية في الأقاليم الجنوبية"، مشددا على أن "هذه التصريحات يجب التعامل معها في نفس الوقت بحذر شديد".
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أنه "هناك إشارات إيجابية صدرت من فرنسا بخصوص علاقاتها مع المغرب، غير أنه يجب التعامل معها بحذر، خوفا من أن يكون هذا الكلام فقط في إطار الدبلوماسية المتقلبة التي تتعامل بها هذه الأخيرة مع المملكة المغربية".
وأضاف أيضا أن "هذه التصريحات قد تستخدمها فرنسا لبعض المقايضات السياسية والتجارية والاقتصادية، نظراً أن المغرب مقبل على مجموعة من المشاريع والاستثمارات وأيضا الاستحقاقات الرياضية التي تريد فرنسا الاستفادة منها".