طوى الزيمبابويين صفحة روبيرت موغابي الذي حكم البلاد لمدة 37 سنة بقبضة من حديد، بعدما تدخل الجيش. وتنظر البلوماسية المغربية بتفاؤل لتطور الأمور في زيمبابوي، خصوصا وأن موغابي كان يعتبر من بين أكبر داعمي جبهة البوليساريو في القارة السمراء. ففي يناير الماضي كانت زيمبابوي إلى جانب كل من جنوب إفريقيا والجزائر وناميبيا وبوتسوانا، من أشد معارضي عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي. وبعد قبول عضوية المغرب في المنظمة القارية قال موغابي في تصريح لوسائل الإعلام إن القادة الأفارقة "ليست لديهم أسس إيديولوجية، ولا يملكون الخبرة الثورية، كما نملكها نحن، كما أنهم يكثرون من الاعتماد على المستعمرين السابقين". وتعهد باستمرار دعمه لجبهة البوليساريو، وقال "سنواصل القتال حتى نرى جميعا تخلي المغرب عن استعماره للصحراء الغربية" على حد قوله. وأضاف في حينه ان "المغرب يعمل منذ فترة طويلة، من خلال بناء المساجد، وإعطاء المال في بعض الأحيان، اللعبة لم تنته بعد، سنقاتل حتى النهاية". ووصف قبول عضوية المغرب ب"الضربة القاصمة للبعض منا". واستنادا ل "يا بلادي" التي أوردت هذا الخبر، فإنه على الرغم من عداء موغابي للمغرب، إلا أن المملكة حافظت على علاقاتها مع عدد من الشخصيات السياسية في البلاد، وأبرزهم مورغان تسفانجيراي، الذي فاز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية على موغابي في سنة 2008، قبل أن يضطر للتنازل عن خوض الجولة الثانية حقنا للدماء. وكشفت وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية في الرباط في 16 ماي 2008، عن أن مورغان تسفانجيراي رئيس حزب الحركة من أجل تغيير ديمقراطي الذي أنشىء سنة 1999، طلب من المغرب خلال اجتماعه بالقائم بأعمال السفارة المغربية في جنوب إفريقيا، منح مساعدة مالية لحزبه تقدر ب 2,5 مليون دولار. وبعد بضعة أيام فقط اجتمع الدبلوماسي المغربي بتسفانجيراي في جوهانسبورغ، وسلمه رسالة "تضامن" من الملك محمد السادس. وفي سنة 2008 منحه منتدى ميدايز الذي يترأسه ابراهيم الفاسي الفهري ابن وزير الخارجية السابق الطيب الفاسي الفهري، الجائزة الكبرى لميدايز. يذكر أن مورغان تسفانجيراي، وبعد رفضه إجراء جولة ثانية من الانتخابات سنة 2008 "تجنيبا للبلاد المزيد من العنف" اتفق مع موغابي على تقاسم السلطة وشغل منصب رئيس الوزراء من 11 فبراير 2009 إلى غاية 11 سبتمبر 2013. ويملك تسفانجيراي فرصة كبيرة لقيادة البلاد بعد الانتخبابات الرئاسية التي ستجرى السنة المقبلة.